��هدي النبي في الطعام��

��كان هديه في الطعام -في الصيام أو الإفطار- هدياً قصداً، لا إسراف فيه ولاتبذير، ولم تكن همته يوماً قط في الطعام، إنما كانت همته وهمة أصحابه في أمور الآخرة وأحوال الدين، وحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه.

ولم تكن له في الطعام عادة متبعة لا يتخلف عنها، أو تفصيل معين يحافظ عليه، وإنما الحال: إن وجد طعاماً يشتهيه أكل، وإن لم يجد سكت ولم يأكل، وربما صام، ولم يكن يعيب طعاماً قط.

وكان يأكل من اللحم والخبزوالزيت والعسل واللبن، ونحو ذلك مما كان يتيسر أحيانا.

وربما مر به وبآله الشهر، وراءالشهر، وليس لهم إلا التمر والماء.

وربما دار بضيفه على بيوت نسائهفلا يجد إلا الماء.

وكان يجعل أول فطره عند الصيام رطبات أو تمرات، فإن لم يجد أفطر على الماء.

وكذلك كان سحوره لقيمات، ولا يتقصد طعاماً معيناً في السحور إلا التمر، ومدحه بقولهنِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ) رواه أبو داود وصححه الألباني.


��ومما صح في طعامه :

١- العسل:

(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ) رواه البخاري ومسلم.

٢- التمر:

(مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِتَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ) رواهالبخاري ومسلم.

(يَا عَائِشَةُ! بَيْتٌ لَاتَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌأَهْلُهُ) رواه مسلم .

وكان التمر غالب قوت النبي ، قالت عائشة رضي الله عنها: (إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِثُمَّ الْهِلاَلِ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِيأَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ. فَقُلْتُ -أي عروة بنالزبير-: يَا خَالَةُ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتِ: الأَسْوَدَانِ، التَّمْرُوَالْمَاءُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوايَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَلْبَانِهِمْ،فَيَسْقِينَا) متفق عليه.

٣- الخل:

(نِعْمَ الْأُدُمُ أَوْالْإِدَامُ الْخَلُّ) رواه مسلم.

٤- زيت الزيتون:

(كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوابِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ) رواه الترمذي وصححه الألباني.

٥- الشعير:

(مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ َمِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَرَسُولُ اللَّهِ ) رواه مسلم.

٦- اللبن:

كان أيضاً من أكثر طعامه ، وهو من الفطرة التي اختارها يوم الإسراء والمعراج، قال : (فَأَخَذْتُ الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ فَشَرِبْتُ فَقِيلَ لِي:أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ) متفق عليه.

ولم يكن من عادته تناول أكثر من وجبتين في اليوم والليلة.

قَالَتْ عائشة رضي الله عنهامَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍإِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ) رواه البخاري.

قال ابن حجر:

"فيه إشارة إلى أنهم ربما لم يجدوا في اليوم إلا أكلة واحدة، فإن وجدوا أكلتين فإحداهما تمر".