عنوان الحلقة: أمانة إرسلها لغيرك
ذكر الله تعالى من أيسر العبادات ومن أجلها وأفضلها عند الله تعالى، وهو روح الأعمال الصالحة، فإذا خلا العمل عن الذكر كان كالجسد الذي لاروح فيه
يقول ﷺ:
(مثل البيت الذي يُذكر الله فيه والبيت الذي لايُذكر الله فيه مثل الحي والميت).
وفي الإكثار من ذكر الله تعالى الثواب الجزيل،
قال تعالى
(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ).
وارسال الرسائل التي تحث على ذكر الله تعالى عبر الهاتف النقال وغيره يُعد من التعاون على البر والتقوى ؛ ولكن يقوم بعض الناس رغبة منهم في إذاعة هذه الرسالة وانتشارها، بتكليف كل من وصلت إليه بإرسالها لعدد محدد من الناس، يتولون هم أيضا نشرها، مع ربط ذلك أحيانا بمايسر من أخبار، ومن أمثلة هذه الرسائل أن يقول المُرسل فيها
(لاإله إلا الله) أمانة أرسلها لتسعة أشخاص ، وستسمع خبر يسرك أو أن يقول :
(أستحلفك بالله أن تقولها أو ترسلها لعشرة أشخاص) والبعض يقوم بإرسال أدعية معينة ويختمها بقوله
أمانة في عنقك إلى يوم القيامة أرسلها إلى عشرة من أصدقائك).
وبرغم ماللأذكار والأدعية المأثورة من منزلة وأجر عظيم إلا أن طلب تمريرها للآخرين بهذه الطريقة يعد خطأ؛ وذلك لأن فيها إلزاما للناس بما لم يلزمهم الله تعالى، وتكليفهم بما قد يشق عليهم،
قال تعالى:
(لايكلف الله نفسا إلا وسعها).
ولاينبغي أن يكلف أحد الناس ويشق عليهم بما لم يكلفهم الله به، إذ إن في ذلك إحراجا للمرسل إليه بإلزامه بأن يرسل الرسالة إلى تسعة أشخاص أو أكثر أو حتى أقل ،وليس على الشخص إثم إذا لم يلب طلب المرسل ،ولا يكون ملزما شرعا بتوزيعها إلى ماذكر المرسل من عدد.
ومن ناحية أخرى فإن الربط بين تمرير هذا النوع من الرسائل إلى الغير وسماع أخبار سارة بعد ذلك فيه خداع وكذب على الناس البسطاء الذين يقومون بإرسالها إلى غيرهم.
وربما دخل هذا العمل من قبيل البدع والمحدثات ، حيث ينبغي أن يقتصر في العبادة على ماورد في الشرع وتجنب مالم يرد ولايصلح أن يكون تحديد العدد في الذكر أو الأشخاص المطلوب إرسال الرسائل إليهم مقصودا لذاته.
لذا لا ينبغي أن لا يكتفي كل من وصلته هذا النوع من الرسائل بمسحها من الهاتف فقط ، ولكن ينبغي أن يقوم بنصح المرسِل ويبين له أن هذا الأمر من البدع، وأنه لاينبغي أن ينشرها بتلك الكيفية فيمكن أن
يكتب مثلا:
(لايجوز أن تقول افعل كذا أو قل كذا إلا بورود دليل من الكتاب والسنة).
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،