أثير – موسى الفرعي

بناء على مقال تم تبادله عبر “الواتس أب” جاءت هذه الفرصة لأشهد الله ثم أشهدكم أن الصمت أبلغ من الكلام في بعض الأحيان ولكن الحق أكثر بلاغة والصمت عنه جهل وإثم كبير لا سيما حين يتعلق الأمر بأجمل ما في أعمارنا عُمان.

عالمنا الإفتراضي تحول إلى آلةٍ لتضخيم الأمور وتسريب الرسائل السلبية للمجتمع، في حين يمكن للإنسان تحويل السلبي من الأمور لصالحه وذلك بحسن التصرف والتعامل معه بتقديم صالح الجماعة كي لا يتحول هذا العالم إلى مساحة لاستعراض العضلات الوهمية، وهنا الإشارة إلى فئة بسيطة في مجتمعنا العماني بوجه الخصوص الذي غلب عليه التكامل والمحبة والتصالح مع النفس والآخرين.

لقد استمرأت هذه الفئة البسيطة هذا الأمر الذي قد يُشعرهم في لحظة الكتابة أن بإمكانهم النقد والتغيير في حين أنهم قد يتسببون بضرر وإتلاف رؤية أحد المتابعين في لحظة يكون قابلا فيها لتصديق كل ما يقرأ، علينا أن نكتب بوعي ودراية ورؤية واضحة، فلنقلْ خيراً وإلا فإن الصمت خير لنا وللناس.

إن الحديث مثلا عن غياب القيادة العمانية وعدم ظهورها للحديث مع الناس في هذه الفترة أمر لا يحمل شيئا من المنطق، والتعامل مع الوقت ينبغي أن يُبنى على معطيات الوقت، لقد تغير الأمر وتغير الزمان وجاء الله برجال تتلمذوا على حكمة والدنا وسيدنا قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله الذي أولاهم ثقة تدبير الأمور كل حسب قيادته لمؤسسة وما يحمله من صلاحيات القول والعمل.

علينا أن نتعامل مع الوطن والمواطن بعقلية القرن الواحد والعشرين وليس سبعينيات القرن المنصرم، فلكل زمن ظروفه واحتياجاته ووسيلته في التعامل، وقد أصبحت عمان دولة ذات مكانة وقوانيين وأسس ومؤسسات تقدم صالح الإنسان وتُطلعه على مستجدات وخطط عملها، وهذه المؤسسات تعبِّر وتنشر جل ما يتعلق بها عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.

فإن كان على القيادة العمانية الظهور والتواصل الدائم وبشكل مباشر فلا معنى إذن لوجود مجلس الوزراء ومجلس الشورى والمجالس البلدية وغيرها من المؤسسات التي وجدت من أجلنا نحن أبناء هذا الوطن الذين عُرفنا بحبه وانعكاس هذا الحب على بناء الإنسان فيه وأخلاقياته وسلوكياته.

علينا أيها الأحبة في هذا الوطن الكبير أن نقرأ الفائت من العمر على قصره والغني بما شهدناه من تطور وإرتقاء بالأرض والإنسان، العمر الذي تربينا على ضوء جلالته حفظه الله وهو لا يترك شبرا على هذه الأرض المباركة إلا واجتمع فيه مع أبنائه، العمر الذي شاركنا فيه كل تفاصيلنا المرتبطة بالحياة على هذه الأرض، فكيف لأحد أن ينطق بعد كل هذا ويتحدث عن عدم ظهور القيادة، أليس هو ذات الرجل العظيم الذي تحدى مرضه من أجل أن يهنئنا بالعيد الوطني المجيد، أليس هو ذات الأب البالغ الحنان الذي شعرنا في دقائق تسجيل رسالته بتدفق حب لا نهائي، أليس هو القائد الفذ الذي عقد اجتماع مجلس عمان بعد عودته ليشير بقول الحق تعالى ويؤكد به على تماسك الإنسان العماني وحبه لأرضه، كيف يمكن لأي واحد منا بعد كل هذا أن يتحدث عن غياب القيادة العمانية.

آه لو كان بالإمكان أن نبذل ما نملك وما لا نملك كي نفيه حقه علينا، وأن يظل في مكانه ونحن نفرش له أعيننا سكنا ونمد له أيدينا ليأمرها فتعمل، إلا أنه هو من هو قابوس بن سعيد بن تيمور الذي لا تمرُّ به ثانية إلا خالطها عمل من أجل كل فرد من أبنائه.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. صدق الله العظيم

علينا إذن أن نعمل من أجل غد أفضل كما يليق بالإنسان العماني وثقته العظيمة بقيادته وحكمتها وبصيرتها وعملها الدائم التي انتقلت بنا منذ اللحظة الأولى من جوف الظلام إلى نور الحياة، ومن مخالب الجهل إلى ضوء العلم والمعرفة، ومن وحوش الأمراض والأسقام إلى أن دبت الصحة والعافية في أجساد الأرض والإنسان

علينا أن نحب عمان كما لم يحب أحد وطنا من قبل، وأن نثق بـ ” أبونا ” لأنه آخر فرسان هذا العصر