مركز تحميل الصور

كنتُ طفلةً ما بين الزهور و راودتني الأمنيات
تحت ضوء القمر بأن يزداد مقياسُ عُمري و أُصبح
كبيرةً .. فأنا في غِنى تامٍ عن ما سيحصلُ غداً
و فكرتي بأن الزمان مستقرٌ كما هو إذ إن صورتي
و طريقتي هما من يزورهما التغير فقط ..

فأغمضتُ عيني ذات يومٍ على نسيم الليل و أفاقتْ
على رياحٍ طفيف .. قد كبرتُ و تحققتْ أمنيتي
الطفولية فابتسمت ..
تبعتُ الأيام في شارعٍ كستهُ الزهور و رفرفت
في جوهِ الربيعي عصافيرٌ تُهلِلُ صوتَ الفرح
•°< فطيبي يا حياة دائماً و كوني على الوفاءِ قائدة >•°
قُلتها و أنا على طرفِ الوداعِ غاصتْ خُطواتي ..
وداعُ أيامٍ جميلةَ الساعات و هادئةَ الهواء
فتغلغلتْ في داخلي أطرابُ الأسى .. فصارت الحياةُ
كصورةِ الأطلال و تداخلَ الليلُ ظلامهُ فأطفئ
نورَ الصباح .. لا البشرُ بشر و لا الأيامُ أيام !
كُلُ شيءٍ قدْ أصابهُ التغير و غَمرهُ الاغتراب ..
سافرتني ضحكةُ الطفولة و عاصرتني دمعةُ الأحزان ..
نَعم قدْ أصبحتُ في الخامِسةَ عَشرَ مِنْ عُمري
و فتحتُ عينَ عقلي فرأيتُ بها ما لمْ أتمنى رؤيته ..
فأعينيني يا زُهور إنْ كُنتي متفتحة الابتسامة
أم أنكِ على غُصنٍ مِن الأشواك نبتت جُذورك بالكآبة ..

ماذا يا زماني و ما قدْ فعلتُ أنا حتى تُهديني غِلافاً
أسوداً تسكُنه قسوتك .. و ماذا عن أيامٍ مضتْ
أما يُفيد الحنين لها لِترجع ببياضها .. أما يُفيد
يا زمان أما يُفيد .. !

تَقلدتني احاسيس الضياع .. و بعثرتني نِداءات شَجنُ الزمان
بأن أُقيم في متاهتهِ العمياء .. نثرتْ بأشلائي على دربِ الحنين !
أنا لا أُجيدُ فنَ الغدرَ و لا الفُراقْ .. و لكنني أُجيدُ فهمِ مِصداقية
ما يحدثُ حولي و أمام ناظرَ عيني فالبعضُ قدْ رحلوا و اعتزلوا
دروبنا و لكنهم تمثلوا بأنهم لا يزالون أوفياء يمشون معنا يداَ بيد ..
خطوةً بِخطوة !
هذا الزمانُ و أنا الحائرة .. فكيفَ لقلبي أن يتحدثْ !
فهو اتخذَ قرار الصمتْ ..
و كيف لعيني أن تحبُسَ الدموع !
و هي اتخذتْ جداراً تختبئ خلفه ..

مهلاً يا زمن لا زِلتُ في الخامسةَ عَشر مِنْ عُمري
و الأيام كالسراب ألوانها في بصري ..
مهلاً لا زِلتُ على قيدِ الحياة و أنتَ قتلتني !
اودُ بالحُلم يسكُنني لِتنشف دموعي ..
أودُ بالأمل يُحيطني لأحيا مِنْ جديد في عُمرٍ جديد !
فعافيةٌ عليكَ يا قلبي إِنْ طالَ الأسى
و تلاشينا من الوجود .. و نحنُ ما بينهم .. لكن
الأشجان قَدْ عدمت صوتنا ..

إطلالةُ شمس الأمل :

هُدوءٌ حلَ في كياني بعدَ أحزانٍ كانتْ متراكمةً
في داخلي .. و بسمةٌ قدْ عادَ نبضٌها في قلبي
و كأنني أفقتُ من الموت حينما رأيتُ إطلالة
شمس الأمل .. لمْ أكن على علمٍ بأنني سأحيا مِن جديد
و عيني تٌعاودها ألوان الأحلام بعدَ فُقدانها ..
لكنني أيقنتُ بأنهُ لن يخيب مَن نادى ربهُ و قال : يا الله "

فهل أنا حلمتُ بهذا .. تعود لي ضحكتي و تسري
في عروقي !!
فقال قلبي : نعم حلِمنا بهذا ..
عِندما كان الصبرُ يُلازمنا !

.
.
.
قلم / زهرة ..
31/10/2014