السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نكون أكثر صبرا؟
عبد الله المغلوث
كنا إلى قبل عدة سنوات نلتقط صورة بكاميراتنا ولا نراها ماثلة أمامنا إلا بعد ساعات أو أيام. لقد كنا نأخذ الفيلم إلى معمل لتحميض الأفلام قبل أن نرى الصورة. أما اليوم تلتقط الصورة وتراها مباشرة عبر الكاميرات الرقمية. بالأمس كنا نراسل الصحف ولا نرى كلماتنا على صفحات الصحف والمطبوعات التي توجهنا إليها إلا بعد أسابيع أو شهور بينما اليوم نكتب وننشر مباشرة عبر منصات الشبكات الاجتماعية ونعانق ردود الأفعال طازجة.
الإشباع الفوري جعل قدرتنا على الصبر أقل بكثير عن السابق وبات يهدد مستقبلنا. فلا هناء بلا عناء. وهنا بعض الأفكار التي تنمي صبرنا لنحصد النجاح الذي نستحقه:
1 - احترس من ثقافة (المايكروويف): مهما كان الأكل الذي سنسخنه عبر المايكروويف شهيا سيظل أكل الفرن أشهى. لكن يحتاج الفرن إلى مزيد من الوقت والمتابعة. لذلك نجدنا في هذا العالم المزدحم بالوجبات السريعة والأطباق سريعة التحضير والشبكات الاجتماعية التي تعتمد على اللحظة الآنية غير قادرين على ممارسة الطهي على نار هادئة. إننا مستعجلون دائما والنتيجة أقل من إمكاناتنا وتطلعات الآخرين.
2 - (جاكيت) يحميك: يقول ليوناردو دافنشي، إن الجاكيت الذي يحميك من البرد يشبه الصبر فهو يحميك من اليأس. فكلما لبست ملابس أكثر شعرت بدفء أكثر، وكلما صبرت أكثر نجحت أكثر. الصبر وحده من بمنحنا حرارة ونشوة الانتصار.
3 - الفرز: تصلنا انتقادات واحتجاجات وآراء تتعلق بمشاريعنا وحياتنا. نحتاج إلى فترة طويلة حتى نتعود على الفرز واختيار ما يساعدنا ويهدينا. هذا يحتاج إلى قدرة كبيرة على التحليل ثم الفرز. كل هذا يتطلب جلدا وصبرا يمنحنا رؤية أعمق وأبلغ.
4 - عضلات: الصبر لا يأتي بين عشية وضحاها. يحتاج إلى تدريب ومهارات. فالعضلات لن تنبت في جسدك بعد أول يوم في الصالة الرياضية وكذلك الصبر. فهو يحتاج إلى تجارب عديدة تتحمل فيها مديرا سيئا، وزميلا فظا، وبيروقراطية مزمنة.
يقول الملاكم محمد علي، رحمه الله، "لقد كرهت كل دقيقة من التدريب، ولكن قلت، لا تستسلم، تعاني الآن وتعيش بقية حياتك كبطل". ولن تصبح يا صديقي بطلا في هذه الحياة دون أن تعاني وتصبر.
فلا تحسب المجد تمرا أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا