من أقوآل صآحب آلجلآلة
ان للعمل قيمة كبرىفي تراث هذه الأمة الديني والاجتماعي وخاصة المهارات اليدوية التي يرى البعض خطأ أنها أ د نى مكانة من المهارات الذهنية النظرية، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده)). ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجيء بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه)). وتلك دعوة صريحة إلى الجد والعمل والسعي من أجل طلب الرزق وعدم الاتكالية على الغير مهما بلغت د رجة قرابته. فالمسلم الحق يجب أن يكون قوة منتجة يستفيد منها المجتمع، يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز: ((فاذ ا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)) صدق الله العظيم. إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي ترفع من قيمة العمل والعاملين..
واذ ا كانت هذه هي القيم التي يدعو إليها ديننا الحنيف، وينوه بها تراثنا العظيم، فإن واجب مختلف مؤسسات المجتمع أن تقوم بدور فاعل ومؤثر ومستمر من أجل غرس حب العمل وخاصة اليدوي والمهني والتقني في ففوس النشء، باعتبار ذلك قيمة دينية وحضارية لا يجوز الاستنكاف منها ، وانما يجب أن يترسخ تقديرها والاعتزاز بها في أعماق الفرد والجماعة. وبذلك يمكن أن نلحق بركب التقدم والرقي المندفع قدما نحو آفاق العزة والمجد، وأن نسهم من جديد كما أسهم آباؤنا وأجدادنا من قبل في بناء الحضارة الانسانية، وأن نواكب تطوراتها في جميع الميادين: مهارة وخبرة، وعلما وفكرا، لا يعرف الجمود والركود..