أيها الشعرُ رويداً..

أين تنأى اليومَ عني

هل تُرى أعياكَ شَيْبِي..

أم ترى أقصاكَ سِنِّي

أم سَئِمْتَ اليومَ حُزْنَاً..

دَبَّ في أشتاتِ روحي

وتمطَّى في الحنايا..

بين كتماني وبَوْحِي

* * *

ها هي الأيامُ تمضي..

وأنا أبْحثُ عني

هل تُرى يا شعرُ أنت..

من أحاسيسي ومني

أم تُرى وحديَ أبكي..

بين أطلالِ الليالي

هَلْ تُرَى الحَيْرةُ مِنْكَ..

أمْ ضَيَاعِي في سُؤَالِي

* * *

أيها الشعر أراني..

كلما جئتُكَ أشدو

أُبْصِرُ الأيامَ حَيْرَى..

وهي من خلفيَ تعدو

هل ترى كَلَّتْ خُطاها..

وهي تَجري في رِكَابي

أم أتى الدهرُ عليها..

مثلما أفنى شبابي

* * *

أيها الشعرُ كفاني..

إنني حقاً تعبتُ

كلّ شيءٍ فيك يُغري..

غير أني قد زَهِدْتُ

هل يُعيدُ الشعرُ عزماً..

أو شباباً ضاعَ منّـي

كيفَ يا شعرُ أجبنِي..؟

إنني ضيَّعتُ ذِهني

* * *

أيّها الشعرُ أتيتُ..

حاملاً هَمِّـي وبؤسي

في فمي أشجان عُمْرٍ..

من رؤى يومي وأمسي

ها أنا آتيكَ وحدي..

مثلما جئتُكَ قَبْلا

غير أني صرتُ نضواً..

وشبابي قد تولَّى