..
حين يختفي الورد تختفي الروائح الطيبة ..

وحين يموت الطيبون .. تختفي الطيبة .. وينحسر الجمال .. ويذبل حسن الخلق ..

بالأمس فقدت قريتنا رجلا عظيما ..
رجلا لا علاقة له بالمال .. ولا يعرف المناصب .. ولا يعتلي الوجاهات الفارغة ..

إنه رجل الورد .. ورجل الفل و الياسمين .

هذا الشيخ الجليل كان يمنح الورد ويهديء الياسمينات لكل من يزوره او يلقاه .. أو يصادفه بالطريق ..

كان يزرع الياسمين والورود العابقة بالطيب بكثرة .. ويعتني بها ... ليقطفها .. ويحملها معه ..
وغالبا ما يخبئها في عمامته ...
فكان رأسه يعج بالرائحة الطيبة .. كما كان قلبه يتدفق بالطيب والدماثة والحب والروعة ..


كان يطلق عليه " رجل الورد والياسمين "
.. وعرف بهذا اللقب طوال عمره ... فكان الورد رفيق أصابعه .. وكان الطيب لصيق قلبه وفؤاده ..

فبسبب الورد وجماله والياسمين وبهاءه ونقاءه مد الله له في العمر .. فعاش 120 عاما .. لا يشكو من شيء ..

فالقلب العاشق للورد .. العابق بالطيب والحب لا تتسلل اليه الأمراض .. ولا تغزوه الاسقام ..


القرية تعيش حزنا عظيما .
واسرته تمارس وجعا كبيرا ..

إنهم مؤمنون بالقضاء والقدر ... وغير معترضين على فقدان رجلا عاش 120 عاما ... لكنهم متوجعون لفقدان الورد .. ووداع الياسمين ..

فمن الذي سيمنح الورود للنساء.. والاطفال .. ومن سيهديء الفل والياسمين للناس وعابري الطرقات والأزقة ..

من سيعطيهم وردات وياسمينات تمنحهم الأمل في الحياة ...
وتغرس في نفوسهم الطيبة والرفعة وجمال النفس وطهارة الصدور ..



توفي الشيخ الرائع (عبدالله بن خليفة المحرزي ) ... بالأمس .. عن عمر يناهز المائة والعشرين عاما ..

عاشها جلها يوزع الورود .. ويهديء الياسمين لكل الوجوه التي تزوزه .. والتي يراها في الطريق ..

توفي رجل الورد ..
وهناك احتمالات كبيرة بأن تتوفى الوردة بعده ..




رحل رجل الورد .. وحمل معه الروائح النقية الزكية .. والقلب الجميل الطاهر .


رجل كهذا لا يحتاج الى أدعيتنا المبتورة .. ولا إلى إبتهالاتنا المهزوزة ..

رجلا كهذا ستستقبله وروده في قبره .. وتحتضنه الياسمينات في لحده ..
وستزفه الملائكة .. بهيجة بالطيب .. والعطر .. والبخور الى قصره في جنات النعيم ..


اللهم ارحمه رحمة واسعة تليق بقلبه ..

وارحمنا من بعده .. برجل يزرع الورد .. ويهديء لنا ولأطفالنا وصغارنا الفل والياسمينات الجميلة ..

اللهم آمين
اللهم آمين .

بأنامل علي حمود المحرزي✍🏼