صقر الشيخ خالد



فى صباح يوم جميل خرج الشيخ خالد الى الصحراء ليصطاد,
و كان معه صقرةالمدرب على الصيد.
سار الشيخ خالد طويلا فى الصحراء ,
و لم يعثر فى ذلك اليوم على أى صيد.
شعر هو و صقرة بالتعب ,
و كانت حراره الشمس شديدة,
فشرب الشيخ خالد و صقره
كل ما معهما من ماء حتى آخر نقطه.
شاهد الشيخ خالد
قطرات من الماء
تتساقط من فوق صخرة عاليه,
ففرح و قال:
((لابد أن كميه من ماء المطر قد تجمعت فوق هذه الصخره,
و تلك قطرات تساقط منها!))


تناول الشيخ خالد كوبا ,
و وضعه بحيث تسقط فيه قطرات الماء,
فى هذه اللحظه
طار الصقر من فوق كتف صاحبه ,
ليقوم بدوره فى الهواء فوق الصخرة.
انتظر الشيخ خالد
حتى تجمعت فى الكوب كمية من الماء .
أراد الشيخ خالد أن يشرب الماء ,
و ما كاد يرفع الكوب الى فمه ,


حتى


حدث شىء غريب ,
انقض الصقر فى سرعة خاطفة ,
و ضرب الكوب بمخالبه,
فسقط من يد الشيخ على الارض ,
و انسكب ما فيه من ماء ,
و ضاع فى الرمال,
و طار الصقر مبتعدا فى الجو.


ثارالشيخ خالد


و غضب


من الصقر
الذى حرمه الماء
و هو فى اشد الحاجه اليه ؛
لأنه كان عطشان عطشا شديدا.
عاد الشيخ خالد ,
و وضع الكوب مرة ثانيه
ليجمع فيه الماء المتساقط من الصخرة,
و حين رفع الكوب الى فمه
ليشرب كرر الصقر ما فعله فى المرة الاولى ,
و ضرب الكوب فأوقعه على الارض !
اشتد غيظ الشيخ خالد ,


و ثار ,


فأمسك بندقيته,
و أطلق منها رصاصه على صقرة ,
فاصاب أحد جناحيه ,
و سقط الصقر على الصخور,
و الدم يسيل منه !


قال الشيخ خالد لنفس
(( لن يستطيع هذا الصقر المزعج


بعد الان


أن يوقع الكوب مرة أخرى ,
سأشرب هذه المرة))


أراد الشيخ خالد أن يأخذ الكوب ,
فوجده قد سقط فى مكان عميق بين صخرتين !


حاول الشيخ خالد الوصول الى الكوب ,
لكنه لم يقدر ..
أخذ الشيخ خالد يفكر فى طريقة يشرب بها ,
فتسلق الصخرة بصعوبه ,
حتى وصل الى المكان الذى يأتى منه الماء ,
انحنى الشيخ خالد ليشرب من الماء .



فزع



الشيخ خالد
عندما رأى ثعبانا ساما


كبيرا


ميتا


فى الحفرة الصغيرة
التى تجمع فيها الماء,
و نقط السم تتساقط من فمه
فتختلط بالماء !


أدرك الشيخ خالد
أن قطرات الماء التى كان يجمعها فى الكوب مسمومة ,
و أن صقره قد رأى الثعبان الميت ,
فأراد أن ينقذه من موت مؤكد,
لذلك لم يتركه يشرب


ماء الكوب !


تأثر الشيخ خالد و هتف :
(( ظلمتك يا صديقى العزيز!
ظلمتك أيها الصقر المخلص ,
أنقذتنى اليوم من موت محقق)).


هبط الشيخ خالد من فوق الصخرة بسرعة ,
و توجه الى صقره العزيز الجريح,
و حمله بين يديه برفق ,
و ضمه الى صدره ,
و قال و هو يمسح على ريشه بيده:


أخطأت


و تسرعت


فى الحكم عليك.



لن أترك الغضب بعد الان يؤثر على فى حكمى على الغير
قبل أن أعرف الحقيقة