الارتقاء .. النجاح .. الرفعة.. السمو .. التغيير نحو الأفضل.. تنمية الذات.. السعادة
كلمات نسمعها كثيرا، فتشرأب لها أرواحنا، وتتوق لها نفوسنا، وتهفو لها قلوبنا..
*ونجد الكثيرين حول العالم يبحثون عنها بجدية وحزم، أو تظل أمنية بلا عزم* ، وتعقد لها البرامج والدورات، وقد تقطع لأجلها الأزمنة والمسافات، ويبذل لها الغالي والنفيس ..
إنها الطبيعة البشرية الحالمة التواقة ..

❣ *أوتعلم؟*❣
لديك منبع دفاق لا ينضب، يرشح بكل هذه المعاني ، ويحقق لك كل هذه الآمال والتطلعات، *ويهديك السبيل لكل مفردات الرقي والسعادة وكل تفاصيل رواياتها وحكاياتها*، ويأخذك في جولة رائعة في روابيها النضرة، فتعيش معه في جنة حقيقية في الدنيا قبل أن يعانق أهله في جنة الآخرة ..
*إنه القرآن ..*
نعم .. القرآن ، الذي ركنه بعضنا في رفوف المنازل وأروقتها..
هل رأيت عاقلا سليم العقل يرمي مصدر سعادته ورقيه ورفعته في رف منسي يتراكم عليه الغبار؟!!
خذه بين يديك، وانفض عنه ما يخجل منه المؤمن، وافتح صفحاته، وتأمل آياته بتدير وخشوع وحضور فكر واستجماع قلب..
تأمله بعقلك وقلبك واجعل روحك تحلق في عوالمه، ستجد فيه من الرقي النفسي والروحي والفكري والتربوي والأسري والاجتماعي ما لا تتصوره..
❣ *" طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"*❣
لقد أنزل لسعادتك .. *فكيف تشقى في مدلهمات الحياة ؟!!*
إنه مصدر هدايتك .. *فكيف تحار وتتوه في دروب الحياة؟!!*
كلما اقتربت منه احتضنتك السعادة ولفتك لفة المشتاق إلى حبيبه، وكلما أهملته وابتعدت عنه حلقت أطيار السعادة بعيدا عن عالمك .. فالقرآن فضاؤها الرحب، ولا تستطيع العيش في عالم مقفر بلا قرآن ..

لا تقل لي الحياة تعقدت.. ومفرداتها كثرت وتشابكت .. *القرآن يحل وثاقها، ويهديك للخيط الذي يفك عقدها ..*
❣ *كيف؟*❣
لأن السعادة الحقة والرقي موطنهما القلب، وليس المظاهر الخارجية؛ فإذا سكن قلبك حقا ورضت نفسك وصفا فكرك هبت إليك السعادة هبة محب هائم ..

❣ *أيها الكرام*❣
في هذه السلسلة المتواضعة سنحاول الوقوف معا على الآلية التي يرقّي القرآن بها الناهلين من سلساله العذب روحيا وفكريا ونفسيا واجتماعيا، وكيف يضفي عليهم حلل السعادة وينشر عليهم أثواب النجاح والرفعة والسمو..

محمد بن سعيد المسقري