أزف الرحيل و حان أن نتفرقا
فإلى اللقا يا صاحـبيّ إلى اللقا



إن تبكيا فلقد بكيتُ من الأسى
حتى لكدتُ بأدمعي أن أغرقا



و تسعرت عند الوداع أضالعي
نارا خشيتُ بحرها أن أُحـرَقا



مازلتُ أخشى البين قبل وقوعه
حتى غدوتُ و ليس لي أن أفرقا



يوم النوى! لله ما أقسى النـوى
لولا النوى ما أبغضت نفسي البقا



رحنا حيـارى صامتـين كأنما
للهـول نحذر عنده أن ننـطقا



أكبـادنا خفـاقة و عيـوننا
لا تستطيع من البكا أن ترمقا



نتجاذب النظرات وهي ضعيفة
و نغالب الأنفاس كيلا تزهقا



لو لم نعلل باللقـاء نفوسنا
كادت مع العبرات أن تتدفقا



يا صاحـبيّ تصـبرا فلربما
عدنا و عاد الشمل أبهى رونقا



إن كانت الأيـام لم ترفق بنا
فمن النهى بنفوسنا أن نرفقا



إن الذي قدر القطيعة و النوى
في وسعه أن يجمـع المتفـرقا