" لطالما حلمتُ أن أكون خلقاً آخر "

هي:
همسة بها حياة وحديث الروح
من بعد أن نالها التهميش حتى
باتت تئن من رغبتها لتلك الجرعات
التي تحييها من رقدتها ،
وتُعيد لها بسمتها وسعادتها ،
نصّبُ جام الاهتمام بما يُداعب
القلب والاذهان .

نسافر :
عبر الخيال نُفردُ شراع الأوهام !
نركض خلف سراب يحسبه ماء ذلكَ الظمآن !
تسير به الأقدام حيث تعاقب الأيام
وهو وسنان يطربه شدو ولهان !

والقلب :
يُغرس فيه الأحزان ، وأركان الجسد
تفترسه الحمى ، والسهر ، والحال
يشكو جور إنسان .


نصيح :
ونبكي من ضيق الحال ،
ونصف أوضاعنا بأبشع الأوصاف ،

وبعد ذا :
نلوم الأيام لما يجول ويعانيه ذلك الإنسان !
يبحث عن السعادة في تفاهات الأشياء !

نلوذ :
بمن يعز عليه امتلاك ما يعينه على بلواه ،
تُذاع لنا الحلول ويعلونا الذهول ،
ونحن ساهون واجمون !

نريد :
الحلول من غير مجهود ،
والقلب من الخير كالعصف المأكول !

وحب الشر لنا مجبول ،
يشق ضميرنا معول التذكير ،
ولا تزال قلوبنا أقسى من الجلمود !

قد
:
يكون قولي به صبغة التعنيف
فمنه القلوب تنفر وتقليه العيون ؟!

غير :
أنه نابع من مشفق حنون ،
يحب الخير لها والحب لها
مخزون ،

فما :
حال ذلك المنكوب إلا كحال
كاتب هذه الحروف !

الكثير :
من البشر يصيح ويبكي أين المفر ،
وعند الله يكون المستقر ،

أما :
يقرأ الشاكي قول الله في كتابه
" وفروا إلى الله " .

فالأصل :
هو الهروب من المخوف !
ولكن إذا الأمر تعلق بالله تحطمت
كل القواعد والسنن ،

فعند :
الله تنتهي كل شكوى وتزول الهموم ،
لا ينقُصنا الدليل والبرهان ،
ومعرفة الحلال والحرام ،

فذاك :
نحن به على يقين وبه موقنون ،
فأين تكمن العلة إذا ؟!
تكمن في نفس الأدميين ،

فما:
أكثر القائلين نرغب أن تتبدل حياتنا
ويتبدل حالنا فقد سئمنا التعب والشقاء ،
والنصب ، والضيق ، والعطب ،

ولكن :
قليل منهم من يكون مستعدا لذلك التغيير !
فإن لم تكن هنالك رغبة يصدقها العمل ،
ذهب الادعاء بالتغيير أدراج الريح !

أمّا :
من صّدق قوله العمل وتحمل التبعات
كان من النجاح والفلاح أقرب
وناله ما طلب ،

هي :
دعوة نخُص بها أنفسنا كي
نفتح بها كشف الحساب ،
ونقيم الوزن للأعمال ،
لتكون محاسبة متجردة من
همزات الشيطان ،

التي:
اعتادت على التزكية لتكون
بعيدة عن الاتهام ،

وما :
علينا غير الإقبال على الله ،
والسعي لنيل رضاه ،
فلا يمكن أن يأتي التغيير
من الخارج ما لم نفتح مغاليق الداخل ،
ونُنظف تلك التراكمات ،
والأكوام ، والأكدار من بقايا الغفلة

" وحظوظ النفس الامارة بالسوء
والأدواء الذي يقاسمها حظ الشيطان
" ،

ومن الله يكون التوفيق ،
فهو بعباده خبير بصير ،
وهو اللطيف بالعباد .

نعيش
:
في عالم نكران الذات ،
وتصدير الأخطاء وتوزيعها
على هذا وذاك لتشمل وتعم كل الأنام ،

" والقلب يتفطر من تزاحام الأوجاع " . [/b]