صوت الريح الذي يعبث بالحصير
يحرك اطرافه المهترأه
منظر ذاك الجدار القديم الذي خُطت عليه عبارات الحب:
( الحب عذاب – اسير الشوق – أحبك للابد)
عبارات خطها (خلفان ولد سليمه) على ذاك الجدار
حباً وعشقاً وغراماً ببنت جارهم (عوشان)...
التي كان يراقبها من بعيد وهي ذاهبه ل (درام الكشره)
تحمل في يدها اليمنى كيس بقايا عيوش الغداء
وفي اليسرى تحمل كرتونا يحمل بقايا السمك
تمشي وفوق رأسها سحابة من الذباب...
ترمق عوشان خلفان بنظره سريعة مع ابتسامه
يردها خلفان بابتسامه، يظهر فيها اخر ضرس في فمه
يااااه ما أجمل الحب مع روائح السمك.
عموماً. دعونا من العشاق فكلامهم يُسيلُ اللعاب
وانا (ما ابغى زرارتكم تطيح)
نرجع للجدار والحصير
بعد صلاة العصر
كل واحده من حريم الحارة تجهز عدتها
تنهى اعمالها المنزلية بأقصى سرعه
لا تتحدث حتى مع أحد في البيت
فقط تعمل بصمت.!!!
وتجهز متطلبات العشاء
تقطع البصل.. تقشر الثوم.. تخرس العيش
كل هذه الاعمال بسرعه... بسرعه
كي تذهب الى ذاك التجمع المقدس
الى ارض المذبح
الى القال والقيل
ها هي (مروم) تحمل اطباقها
و(ريمان) تحمل ذاكرة سوالفها
ذاكرة تخزين 1tb من السوالف
(شيخوه) تحمل الدله وملة الغسول
وليسوها يسحب وراها،، يحمل في اطرافه حبات البعر
كانت في درس الهوش تعطي الهوش معشا..
صحن التمر.. العصيدة.. برتقالتين وتفاحتين في صحن
وسكين فيها رائحة البصل
صوت ارتطام الفناجين ببعضها
صوت ماء الغسول الذي يمتزج بصوت الذهب
من ايدي حريم الحارة
( سعاده ) تسقي ولدها من ماي الغسول..
ما هذا يا أمهات الحاره
حركات التفشييره بأجمل ما تلبسن من خواتم او اساور
او الليسو الذي ما يلبث ان يسقط عمداً
كي يظهر ما تحته من قلادة جديده
او قلب او مرتعشة او حرز
تعذب زوجها من لعيانها حتى اشتراه لها..
والحريم بنظرات الاعجاب والسخرية والحسرة والرغبة
عموما كل النظرات قد تكون حاضره واولها الحسد
وهي تتفشر قائله:
( ما قصر أبو فلان جابه حالي وانا ما قلت له)
وهيه داقيلها زار كم مره لين شروه حالها
يالله كم هو جميل هذا التجمع
على ذاك الحصير
والدله والفنجان يدور
والتمر والذباب فوقه
وكلام الناس وسوالف بدون مصدر وسوالف بمصدر
فلانه وفلانه وفلان وفلانه
ما اجملكن يا معصرات الحارة
وما اجمل تمسككن بهذه العادة الجميلة..