الدَّهْرُ ذو دُوَلٍ، والموتُ ذو عِلَلٍ *** والمرءُ ذو أَمَلٍ والناسُ أشْباهُ

ولمْ تَزَلْ عِبَرٌ، فِيهنَّ مُعْتَبرُ *** يَجْري بِها قَدرٌ، واللهُ أَجْراهُ

والمُبتلى: فَهُوَ المهجورُ جانِبُهُ *** والناسُ حَيثُ يكونُ المالُ والجاهُ

يا بائعَ الدّينِ بالدُّنيا وباطِلها *** تَرضى بِدينكَ شَيئاً ليسَ يَسْواهُ

حتَّى مَتى أَنتَ في لهوٍ وفي لعبٍ *** والموتُ نَحوَكَ يَهوي فاغِرًا فاهُ؟!

ما كلُّ ما يَتمَنَّى المرءُ يُدرِكُهُ *** رُبَّ امْرئٍ حَتْفُهُ فيما تَمنَّاهُ

أَنْصِفْ، هُدِيتَ إذا ما كُنتَ مُنْتَصِفًا *** لا تَرضَ لِلناسِ شيئاً لستَ ترضاهُ

يا رُبَّ يوْمٍ: أَتتْ بُشراهُ مُقْبِلةً *** ثمَّ اسْتَحالت بصَوتِ النَّعْيِ بُشْراهُ

لا تَحقِرَنَّ منَ المعروف أَصغَرهُ، *** أَحْسِنْ، فعاقِبَةُ الإحسانِ حُسْناهُ

وكُلُّ أَمرٍ لهُ لا بُدَّ عاقِبَةٌ *** وخَيْرُ أَمرِكَ ما أَحمدتَ عُقباهُ

نَلهو وللمَوت مُمسانا ومُصبَحُنا *** مَن لمْ يُصبِّحْهُ وَجْهُ الموتِ مَسَّاهُ

ما أَقرَبَ الموتَ في الدُّنيا وأَبعَدَهُ! *** وما أَمَرَّ جَنى الدُّنيا وأحلاهُ!

كَمْ نافَسَ المرءُ في شيءٍ وكابَدَ فِيـ *** ــهِ الناسَ ثُمَّ مضَى عنهُ وخَلاهُ!

بَينا الشقيقُ على إلْفٍ يُسَرُّ بهِ *** إذْ صارَ أَغْمَضَهُ يومًا وسَجَّاهُ



يبكي علَيهِ قليلاً، ثمَّ يُخرِجُهُ *** فَيسكُنُ الأرضَ مِنهُ ثُمَّ ينْساهُ