عُمان لم تَفُزْ بكأس!
بقلم: علي العقيد
في شوارع كويت السلام وبين أروقةِ سوق المباركية الجميل، انتشر شعب عُمان فرسم بيدهِ أجمل الألوان
شعبُ قابوسَ المُفدى، قد صال وجال وملأ الديار بهجة وفرحة ودندنة، وكأن الكويت بأسرها أصبحت في عرسٍ بهيج، كيف لا والأهازيج الغنائية تتوالى في الممرات والحلوى العمانية تُوزع في الطرقات، إلى أن تمنى من تمنى أن تتبدل الجغرافيا ويتغير مكان الدول فقال: "ليت أن عُمان كانت بمقربةٍ مِنا"
قد يظن الكثير بأن الفرح الجماهيري طبيعي فهم مسرورين بالانتصار ليس إلا، غير أن صاحب النظرة الثاقبة يرى أبعد من ذلك، فتلك الجماهير الغفيرة والتي لم تتوقف عن الإحتفالات حتى بعد الخسارة الأولى، والتي كانت تتمتم وتترنم "بخليجنا واحد ونبضنا واحد" أكثر مِن دندنتها بِ "وشعارنا سيفين والخنجر عمانية" ما هو إلا إحساس بالمسؤولية، وما هي إلا رسائل سامية تحمل في طياتها السلام والوئام، وكأن هذا الشعب يحمل على كاهله هم الفِرقة والتمزق الخليجي وبات يحلم بقادم أنقى وأرقى.
ذلك هو الشعب القابوسي الذي يحاول البعض همزهِ تارة ولمزهِ تارةً أخرى على أنه بعيداً عن الساحة والأحداث بل ومغرداً خارج السرب ومائلاً لهوى غير هوى الخليج!
وكأن بتلك المزاعم ذهبت أدراج الرياح، فحين يتراشق الإعلام الذي لا عزاء له فينزل إلى الدرك الأسفل من السذاجة، ويحول الرياضة الشريفة إلى ساحة نتنة مُقفرة تملئها السموم والأحقاد، يقف العماني في الجانب الأخر وبكامل قواه قائلاً: نحن خليج واحد، شعب واحد، نبض واحد، ومصير واحد.
لذلك لم تَفزْ عُمان بكأس الذهب وحسب، إنما فازت بأسر القلوب، وكأن بكل الدول تشجعها وتهتف بإسمها، فهل مِن بعد هذا الفوز فوز؟
تحية إلى عمان التي كان الجميع يحاول أن يتقرب إليها زلفى ليقول متفاخراً " أنا الأقرب إلى عمان"! تحية لِقائدها، تحية لِشعبها، وتحية خاصة إلى الأحمر الذي تباهى في الملاعب وزمجر.