ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـــ ــــــــــــو الــحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــرف
إلى أين نهرب يا صديقي ؟؟ إلى أي زاوية ننشد أمان أرواحنا المعذبة ؟؟ جربنا كل شيء به أجنحة الهروب ولم نفلح ؟؟ قلنا ذا الدمع سيغسل أحزان القلب فأغرقنا مع أول قطرة وأول سكب .. وجربنا النبيذ .. جربناه إلى حد القسوة والألم والموت .. قلنا سينسينا ضياعنا السرمدي ويحررنا من قيود الحزن .. وكان سرابا وضياعا آخر يضاف وبإمعان حاد إلى ضياعات كثيرة نتشظى في دروبها أشلاء نازفة في الطرقات والليل المعتم الملتف حول أعيننا بعصابته السوداء التي ما فتئت تعاود حجب النور عنا فلا نرى إلا العتمة وأحيانا على نحو مخادع بعض بصيص من نور ضبابي سالب .. وواصلنا رحلة تجربة الهروب .. فكان الرحيل .. وكانت الغربة المرة وسنوات طويلة في البرد والمطر والثلوج والحنين والمرض واليأس .. كل شيء جربناه عل عسى يخلصنا من هذه العذابات التي تطارد أرواحنا وتمعن تمزيقا فينا بلا رحمة أو لين ..
وحدها ورقة التوت كانت ومازالت وستظل أجمل سجن نسجن فيه أنفسنا مع رجاء للرب أن يجعل هذا السجن أحب إلينا من حياة أخرى لم تمنحنا إلا مزيدا متعمقا من الغربة والعذاب واللا شيء .. ومع رجاء حار بأن نظل معمدين بالمؤبد في تلك الورقة المقدسة .. تلك الورقة التي لا مناص لأرواحنا منها .. هناك فقط يا صديقي الغالي سنجد أنفسنا ونرى دواخلنا على أوضح الوضوح .. هناك فقط سنعرف حزن النزيف المصلوب على جذع الألم يسوعا جميل الروح نقي النبض والدم والكلمات ..
عناق حار بالأحضان بين روحي وهذا النص الذي سكبته روحك النقية على ورقة التوت المباركة ..
ســـلام عليك يا ســــمو الحـــرف ..
ســـلام على هذا النص القدسي النبض
سلام عليه يوم نزف ويوم نشر ويوم قرأناه حيا