رؤيا جديدة ليوسف آخر

لا لستُ يوسفَ يا أبي.. لستَ الملَكْ
حتى القميصُ بوجه حَدْسِكَ ضلَّلكْ

ما قالت البئرُ البعيدةُ: قُدَّ مِنْ
كلِّ الجهاتِ، ولا زُليخَةُ: هَيتَ لكْ

سهواً رأيتُ الشَّمسَ ساجدةً.. فلي
بصلاةِ إحدى عشرةَ انطفأ الحَلَكْ

فأنا المغيَّبُ في فَتاتي.. ما سوى
لَفَتاتِها برهانُ ربيَ في الفَلَكْ

معنىً تزوَّجَ خضرةَ الشهداءِ.. كمْ
ولِهاً عبدتُ اللهَ فيه وأشعلَكْ!

همْ ملّكوني الأرضَ.. كي يخلو لهمْ
وجهُ السُّدى.. والأرضُ تَغبِطُ منْ مَلَكْ

أبدوا لطهْري الذِّئبَ ثَمَّ.. ولو بَدى
للذِّئبِ منْ طهْري عَوى: ما انبلَكْ

يا ثانيَ اثنينِ اغترابُك طاعنٌ
في التِّيهِ.. كيف رمى الوجودَ وفضَّلَكْ؟

فتَّشتُ أولَكَ المطهَّمَ.. لم أجدْ
غيرَ ازرقاقِ الناي يشبه أولَكْ

أعمى تقودُ الأفْقَ مِنْ يدهِ هُدىً
للمنتهى.. حتى كأنَّ الأفْقَ لَكْ

لا لستُ يوسفَ يا أبي.. إذْ حِيكَ في
حقّي دمٌ كذبٌ.. بُعثتُ لأكملَكْ


بقلمي: علي العلوي