ذاك الماضي :
الذي تباعد زمانه غير أنه مرتحل معه لا يفارقه
بلحظاته وساعاته ...

تلكم اللحظات :
يتمنى أن يعود إليها كي يُضيف لها بعضاً
مما غاب عنه في حينها :

اشتياق
حنين
هيام
سعادة

أودعها كلها هناك والواقع يُحاول أن يقترض
له من ذاك الزمان ...

ليُنعش به روحه وليبقى
في الحياة ولو بجسد
!

فالروح محبوسة
في زنزانة العناء


ذاك الهواء العليل :
يُدغدغ نسماته ... يُداعب ضفائره
والقلب به يستريح ...

يحمله :
بعيداً عند تلك المعالم التي
حُفرت فيها ساعاته أوقات
لقاءه
:

ضحكاته
خصامه
خلافه
تصالحه

وذاك العناد اللطيف
الذي تخلل واقعه
...


تلك السنين :
تمضي بالنشيج مخلّفة وراءها البكاء
والعويل هي دعوات
:

يبُثها
يبعثُها
يرفعُها

" منتظراً من المولى
أن يُجيب
"

نتاج النحيب :
اندثار بعد اجتماع وانكماش بعد اتساع
تذمر يُعلن النفير
...

خلف الهزائم :
يجري يُسابق الريح تركَ بذاك مواقعه
وتنازل والشر قد حاق به
...

تلك :
الثريا تركناها ليبقى بغفلته في الثرى
يغيب
!

تركَ الفرح
:
وعانقن واقعه بحضن
كئيب وقد طلّق السعادة
والحزن قاسمه النصيب
!

لوعة القلب
:
بعدما ألبسه ثوب السواد
ليُعلن بذاك الحداد
بأن اليوم مات
...

" وغداً في الثرى
جثمانه يغيب
" !

ذاك اليأس والقنوط :
الذي يتنفسه ذاك المُحبط
المهموم يُشيح بوجهه
عن المعقول .
..

فالواقع :
ليس كما يراه
بلونه القاتم الحزين
...

بل :
يحمل عديد الألوان
وهو من عليه أن يختار
ليُلون حياته بها باللون
الذي هو يُريد
.

تلك الحياة :
الواحد منا يعيشها على وجهين
وعلى متناقضين وعلى واقعين
...

وما :
نتفق عليه أن الإنسان هو من يملك زمام أمره
ليختار ويقرر أيهما عليها يسير
...

من هنا :
" يكون الوقوف لتحديد
المصير
"