الهندي ما يشتغل! .. رجال الأعمال العمانيين يراقبونكم!
ملاحظة: اخترت كتابة عنوانين لمقال واحد لتسليط الضؤ على ما أود قوله!
قبل بدء استئنافنا «للدوامات» بيوم واحد .. إنهالت علينا رسائل الواتسب في سيل محبط من تعاز ساخرة على انتهاء الإجازة وبدء العودة إلى الدوام، لكن برغم طول مدة الإجازة لهذا العيد، إنما ما يزال البعض يصر على أن أيام الدوام هي أيام تستحق أن نشعر اتجاهها بالأسى وعلينا -وإن كان بطريقة فكاهية- تعزية أنفسنا وأصدقاءنا باستئنافه!
الحقيقة، أن مثل هذه الرسائل هي ما تزيد قناعة رجل الأعمال العماني في أن العماني موظف كسول خمول غير منتج يتعشق الإجازة على حساب العمل، لدرجة أن رجل الأعمال العماني يكاد لا يصدق حين يرى الإجازة المرضية بين يديه أن الموظف الذي أتى بها كان مريض فعلاً إن كان عماني الجنسية، وأتذكر هنا يوم أن شحت مداخيل الدولة من النفط وركد الإقتصاد إجتمع بنا رئيس مجلس الإدارة في الشركة قائلاً: إن ضاقت الأمور أكثر في مجموعتنا سنضطر أن نستغني عن العمانيين أيضاً، ثم أضاف: بودي حقاً أن أستغني عن الوافدين جميعهم لصالح العمانيين ولكن الحقيقة أن العمانيين ما يشتغلوا ولا مفر من الإبقاء تحت أي ظرف على الوافد!
ثم أخذ يسرد قصص كان هو شخصياً شاهد عيان عليها، كمثل تلك الموظفة التي وجدها تقرأ القرآن في أوقات الدوام الرسمي .. وعندما نبهها أنها في مكان العمل وضمن نطاق ساعاته، نظرت إليه متعجبة مستغربة إذ أن ما بين يديها كتاب الله وهو يمنعها عن القراءة!!
قال رئيس مجلس الإدارة لنا، إن لكل شيء وقت ووقت العمل للعمل وهذا ما يجب أن يعيه كل مسلم، ولكن العمانيين يتفنون في أساليب إضاعة أوقات العمل!!!
اليوم في صبيحة الأحد و بتاريخ ٢٦ أغسطس ٢٠١٨ وبينما كانت زميلتي تقود سيارتها متجهة إلى المكتب إذ بها تسمع في قناة هلا أف أم، نقد لمثل تلك الرسائل التي تحاول أن توحي بأن كل الموظفين العمانيين في كل بيئات العمل مهما اختلفت لن يعودوا لمقار أعمالهم إلا اضطراراً على كراهه من أجل لقمة العيش لا أكثر..
كما يقول المثل «السيئة تعم والحسنة تخص» هؤلاء الذين يرسلون مثل تلك «المسجات» بغرض التفكه والمزاح لا يدركون خطورة ما هم يقدمون عليه، إذ أنت يا كاتب النكته ومرسلها بمثل ذلك التصرف ستوزع شعوراً سلبياً لدى الكثير من الموظفين اتجاه وظائفهم التي سيقضون فيها أكثر من نصف أعمارهم وأغلب ساعات أيامهم، علاوة على أنك ترسل رسالة مسيئة عن أبناء شعبك لمسؤوليهم ومن يفكر باستقطابهم وتوظيفهم، إذ أنت توجه إلى وعيهم ولا وعيهم فكرة ستثبت كحقيقة في أدمغتهم بأننا شعب كسول لا نعمل ولا يهمنا سوى الإجازة، على خلاف الوافد الذي يفرح بالإجازة ويتهلل لقدومها مثلنا تماماً، ولكنه يحرص كل الحرص على أن لا ينطق أو يكتب كلمة واحدة تظهره بمظهر المغصوب على لقمة عيشه في بلادنا، ولقد عايشنا «الهنود» على سبيل المثال لردح من الزمان في بيئة العمل فلم نسمع «هندياً» قدم يوماً بعد إجازة قضاها وهو يظهر الضيق أو الأسف على إجازة انقضت، بل هو لا يظهر سوى الإمتنان على أيام راحة جميلة قضاها، فيعطي بذلك رسالة نفسية لصاحب العمل تشعره بالارتياح للأعتماد عليه وتوليته المناصب المهمة وإبقاء العماني في ذات مكانته بالسلم الوظيفي إلا فيما ندر، إذ هناك فكرة سلبية تراكمت في عقول أذهان رجال العمانيين عن الموظف العماني، ونحن الموظفين أنفسنا نقوم كل مطلع إجازة بتغذيتها لديهم للأسف!
ذات يوم، قصدت محل للهواتف النقالة لإصلاح عطل في هاتفي، ودار حديث لا أذكر فحواه تماماً إنما ما تزال عبارة واحدة عالقة في ذهني قالها العامل حين سألته: لم لا تفتتح مثل هذا البيزنس في بلدك الهند وتجعل فيه موظف فيكون لك مصدر دخل إضافي، حينها رد بدون تفكير «الهندي ما يشتغل زين في الهند!!» قلت له كيف ذلك والهنود يكدون بجد في بلادنا؟! فأجاب: لأنه حين يأتي هنا فهو يضع نصب عينيه أنه جاء ليعمل ويجمع بعض المال للمستقبل فهذه الأرض ليست أرضه على أية حال وقد يرحل عنها في أي وقت، وهنا يأتي في معظم الأحيان وحيداً بلا عائلة ولا أصدقاء على عكس الوطن .. ففي الوطن يفضل العامل الهندي «المراوغة» بحيث قد يترك المحل ويذهب لقضاء وقته في رحلات جميلة مع اصدقاءه» ثم أردف بأسف: كثيراً ما تتكرر مثل هذه السلوكيات لدينا في الهند للأسف.
أصدقكم،، كان هذا أغرب حوار دار بيني وبين وافد، هي نفس النظرة التي ينظر بها معظم رجل الأعمال للموظف العماني، تتكرر في فكر عامل هندي لا شك أنه أستقاها من نماذج حية عايشها أو عايشها غيره من الهنود مع ابناء جلدتهم في داخل أوطانهم!
نتساءل كثيراً، لماذا يأتي الوافد لا يفقه شيئاً في الأغلب ثم لا ننتظر إلا بضع سنين حتى نرى أنه قد تخطانا بإرادة من رجل الأعمال إبن بيئتنا وجلدتنا؟ لماذا لا يرى أغلب رجال الأعمال فينا إلا موظفين كسالى لا يستحقون الثقة ولا يصونون الأمانة ولا يتم تشغيلهم إلا بناء على أوامر مباشرة في الأغلب من الحكومة؟ برغم وجود فئة كبيرة جداً قد تفوق أعداد الوافدين من المخلصين من أبناء البلد؟
لا شك تعددت الأسباب لهكذا فهم،، ولكن من بينهم النظرة التي نسربها نحن من دون قصد عن أنفسنا،، صدقوني يا أصدقائي، لا تستهينو بالشائعات التي تطلقونها على أنفسكم من باب الفكاهة والمرح، هي خطيرة لدرجة أنها قد تكون من بين الأسباب المعيقة ليظل الوافد جاثماً على مقدرات البلد لسنوات قادمة لا يعلم الله مداها بينما سيظل توظيف العمانيين من باب المجاملة للحكومة لا أكثر.. أتمنى أن يتم تناقل مقالي هذا ليصل إلى كل أفراد المجتمع .. وأنتم من وراء القصد