د.سالم الشكيلي يكتب: رعد الشلال وفقدان التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود

الخميس , 6 سبتمبر 2018 9:02 ص


أثير- د.سالم بن سلمان الشكيلي

أزبدْتَ رغوًا يا رُعَيدْ * والرّغوُ مذهبُهُ جفاء
ما كُنتَ إلّا مثلما *** كبشٍ تُحرّكهُ الشياء


ظهر لنا في الآونة الأخيرة كائنٌ هزؤٌ يُدْعَى رعد شلّال تمّ تصنيفه في عالم المصطلحات الحديثة ، والتي تُعطى حسب المصلحة ، باعتباره محللًا سياسيًا ، ظهر في حلقات يتكلم في مواضيع شتى ، منها ما يتعلق بالقضية الخليجية عمومًا ، والقضايا البينيةّ بين دولةٍ ودولةٍ في الخليج .
الذي شدّ انتباهي في هذا الكائن الغريب العجيب ، أن لهجته غير محددة المعالم ، فمعالم لهجة كل دولةٍ في الخليج معروفة ، فنستطيع أن نحدّد القطري والإماراتي والسعودي والبحريني والكويتي والعماني من لهجة كل واحد ، فنقول هذا قطري من لهجته ، وهذا إماراتي من لهجته ، وهكذا في بقية جنسيات الدول الخليجية الأخرى ، وهو ما لم أستطعه في تحديد هويته ؛ ممّا جعلني أستقصي خبره ، وأبحث عن تاريخه ، وقد كانت دهشتي كبيرة ، وانطباعي عنه في محله ، ومع ذلك فلن أقلّب في تاريخه هذه المرة ولكن أقول له: إن عُدت عدنا .
الشيء الآخر الذي استرعى انتباهي ، وهو الأشدّ عجبًا وسفهًا ، ألم يجد هؤلاء الآل ، من بينهم ومن بني وطنهم ، مَن يتبنّى رؤيتهم ، بدلًا من هذا الأخرق، فيكون أدعى للإقناع ، ونجد له من المبررات ما نسوّغ له كذبه باعتباره مواطنًا يدافع عن أفكار قادة وطنه !!!
الآن ، ونحن نحاول الرد على افتراءاته وخزعبلاته ، احترنا كيف نرد عليه ، هل باعتباره كويتيًا ؟ أم عراقيًا ؟ أم أردنيًا ؟ أم إماراتيًا ؟ أم عميلًا مأجورًا ؟!!!
وقد حاولت جاهدًا إيجاد عامل مشترك واحد ، بين هذا العميل المخرّف ، وبين من استأجره واستعمله ، فلم أجدْ غير ذلك الرابط الوشيج ، بين كائنٍ يستجدي سترًا لعورته ، وبين تائهٍ في أرض تَيْهٍ ، أصابته ضربة شمسٍ جعلَته يهذي ويحلم أحلامًا خزعبلية ، وراقَني هذا الرابط بينهما .

إن قضية التجسس الإماراتية ضد سلطنة عمان موثقة ، بالصوت والصورة ، وشهودها أحياء يرزقون ، وأمير الإنسانية والمحبة والوسيط حيٌ يُرزق -أطال الله في عمره- واعترافات المذنبين بجُرمهم العظيم وتوسّلاتهم لطلب الصفح والغفران ، من قائد عمان ، موجودة وهم على قيد الحياة .
فهل يمكن أن يأتي كائن متسوّل مثلك لإقناع عقولنا بحكاية خرقاء، تمّ تلقينك إياها ، في أسلوب مكشوف ، تبدّت فيه قذارة الوسيلة وحقارتها ، والاختيار السمج للوقت الذي يؤكد وقاحتهم وصدق الرواية العمانية لتلك المؤامرة الدنيئة ، وهي مؤامرة لها أخوات في كل مكان من العالم ، سواءً في اليمن أو الصومال أو جيبوتي أو سوريا أو ليبيا أو العراق أو ،،، أو ،،،، كم سنعدّد !!!!؟

إن بضاعتكم فاسدة أيها الآل ، وأساليبكم خسيسة ومكشوفة ، فإن تواريكم الجبان خلف رُعَيدكم هذا ، وكأنكم لستم على صلةٍ به ، لا يمكن أن ينطلي علينا ، وتلقينكم له رواية مناقضة للواقع ، واضحة جليّة ؛ ذلك أن الكذب ، وقلب الحقائق ، وإثارة الفتن هي من أهم ملامح صفاتكم وسِماتكم التي عرّفتم بها العالم ، وعرَفكم بها .



إن التشكيك في أجهزتنا الأمنية ، وفي قضائنا العادل ، وفي حكمة وبصيرة ومتابعة مولانا جلالة السلطان المعظم لتلك القضية الدنيئة ، هي محاولات يائسة وموتورة ، بقصد زرع بذور الشقاق والشك والفتنة بين أفراد المجتمع العُماني في توقيت يؤكد ما جاء في مقالنا الاثنين الماضي، لكن سحرهم سينقلب عليهم ، وما هم بضارين به من أحد غيرهم بإذن الله .

‏ومن المؤكد أن الشعب العماني بأطيافه المختلفة ، لا يمكن أن تنطلي عليه حيل الحاقدين ، ولا محاولات المفلسين ، الذين فقدوا توازنهم ، وأرهقتهم صلابة الأمة العمانية ووحدتها ، التي أظهرتهم أقزامًا صغارًا عميت بصائرهم وبصيرتهم ، حتى باتوا لا يقدرون على التمييز بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وفي وضح النهار .

لم يعد تزويركم قاصرًا على الجغرافيا والتاريخ الذي ليس لكم في سوقها بضاعة ، بل طال الحقائق الثابتة ، وهذا الاستمراء في التزوير تارة للتاريخ ، وتارة للجغرافيا ، وتارة ثالثة للحقائق ، أصبح بضاعة فاسدة مغشوشة ليس لها سوق إلا سوق المفاسد والمؤامرات الذي يوجد في قاموس ألاعيبكم ومغامراتكم الموبوءة بالإفساد والفساد في الأرض .



بحق ربّ السماء والأرض ، ليقل لنا أحد ، ما دخل هؤلاء الصعاليك التائهين في تركيبة أجهزتنا السياسية والعسكرية ، وما دخلهم أيضًا في مسألة ولاية العهد ، الذي ليس ضمن الأعراف والتقاليد العمانية ؟ هل غاب عنهم المثل الشعبي المعروف والشائع « الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالطوب » ، فلربما يسألهم سائل : وأنتم ماذا تركتم من المناصب والكراسي الوزارية والحكومية لغير أفراد أسرتكم ؟!

‏ حدثوا العاقل بما يعقل ، ولا تشغلوا أنفسكم بأمور غيركم ، فكروا كيف تنهون مأزقكم في اليمن ، وليبيا ، وسوريا والصومال ، وكيف ستحلون حصاركم لقطر ، وكيف ستواجهون الأحكام والإدانات الدولية ضدكم ؟

لنعد إلى قضية تجسسكم على سلطنة عمان وهذيانكم الأخير ، الذي يهذي به بالوكالة عنكم ، وبتوجيه وتلقينٍ منكم ، عميلكم الذي صنعتموه واستعملتموه بدراهمكم ، المدعو رعد شلّال ، ليقلّب في أوراق قضيةٍ مضى عليها ما يقارب العشر سنوات ، وليأتي بأكاذيب وافتراءات حاول إسباغها بلونٍ سمجٍ يجعل من الحقائق أباطيل ، محاولًا خداع العامّة ، مدّعيًا أن الحقائق فيما يقوله ، لا فيما كان قد قيل .


ولنا أن نتساءل : من أين له بهذه (الحقائق) التي ينفث سمَّ الحقد والخبث والخبائث من فمه، ليبثّ الفتنة ، لا بين الشعب العُماني وقيادته ، فذلك بينه وبين مآرب مستعمليه ، كما بين المشرقين، ولكن ليبثّ الفرقة والفتنة بين شعبين شقيقين ، فأيّ عَتَهٍ وأيّ خبلٍ هذا أيها الآل ؟!! أنسيتم أنكم أتيتم صاغرين ، تجرّون أذيال الْخِزْي والعار ، إلى مقام صاحب الجلالة السلطان المعظم ، تستجْدون عفوَه وصفحَه ، مقرّين بخطيئتكم وجريرتكم وجريمتكم ، مستصحبين رجلًا تأبى شيَم الرجال ، أن تردّ من في قيمته وقامته ، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت وأمير الإنسانية ، ولولاه ما قُبلتم في الحضرة السلطانية ، ولما قُبِل لكم طلب ولا استجداء للصفح ، لأنه ليس لكم أعذار فيما سعيتم فيه من أجل الإضرار بعمان وقائدها ، فما كان من سلطان السلام إلا قبول وساطة أمير الإنسانية ، وبالشروط العمانية .
من أين أتيت أيها الرعديد بهذه المعلومات الخطيرة ، ولماذا كان أسيادك “صمٌ بكمٌ” منذ عام 2010م حتى أنطقوك بهذه الخزعبلات الآن ، التي لا تتجاوز صوتها ورائحتها نطاق الأستوديو الذي تقوم بإفراغها فيه !

أكثر من ثماني سنوات أيها الآل ، وكنّا نظنكم قد عقلتم واستوعبتم سماحة العمانيين ، وأنكم ستردّون الجميل ، ولكن ها أنتم تثبتون أنّ الخبث قد أصبح متأصلًا فيكم ، وأنكم كُنتُم تحيكون الدسائس والمؤامرات ، طوال تلك المدة ، فتُخرجون لنا بهذا الكائن ، فهل رأيتم فيه ما يشبهكم ؟!!!
ليتكم ، وأنتم أجبنُ من تحقيقه ، بل عن طريق عميلكم ، تأتون بتلك التسجيلات التي تدّعون وجودها والتي تثبت افتراءاتكم وخزعبلاتكم الجديدة حول مؤامرتكم الدنيئة !
ثم إن الشخصية العمانية التي يتحدث بوقكم وبومكم المشؤوم ، وقد فضحه أسلوبه وإيحاءاته المتبعثرة ، هي شخصية وطنية مخلصة ومؤتمنة من قبل عاهل البلاد المفدى ، أما مسألة إعفائه من منصبه فقد كان ضمن مجموعة من الإعفاءات ، من باب التغيير والتجديد كما هي سنة الحياة ، فلا ترمي بشباك مخروقة لتصطاد بها في الماء العكر .
الشيء المحزن ، أيها الآل ، أنكم لا تتعظون ، ولا تعقلون ، فقد حاولتم مرارًا وتكرارًا في اختراق أسوار الوحدة الوطنية العمانية المحصنة بالتفاف الشعب حول قيادته، وانتمائهم وولائهم لعمان وطنًا جامعًا لكل أبنائه لا تخيفهم خفافيش الظلام ، نعم حاولتم – ولا زلتم – وبكل الوسائل العفنة ، فلم تقدروا ولن تقدروا ، أما آن لكم أن تنتهوا عن غيكم ، وتعلموا أن لعب الأقزام مع الكبار ، نتيجته محققة وخسارته مؤكدة ثابتة ، لكن لا عتب عليكم فقد أصبحتم أسرى هوَس الفساد والإفساد ، حتى أعمى بصيرتكم ، لا تقدرون على التمييز حتى بين الخيط الأبيض والخيط الأسود ، ولو في وضح النهار .

نسأل الله أن يعينكم على أنفسكم وعلى أحوالكم .
أما أنت يا رعد فأختم قولي إليك بالبيت التالي وأنت مبدع في الشيلات :-

العماني عاش هيبته في جبينه
تخشاه أسود الأرض غير البهايم