أين الضجيج العذب والشغب = أين التدارس شابه اللـــــــعـــب

أين الطفولة في توقدهــــــا = أين الدمى في الأرض و الكتــب

أين التشاكس دونما غرض = أين التشـــــاكي ماله ســــــبب

أين التباكي والتضاحك في = وقت معا والحــزن والطــــــرب

أين التسابق في مجاورتي = شغفا إن أكلــوا وإن شــــربـــوا

يتزاحمون على مجالستي = والقرب مني حيـــــثما أنقلبــــوا

يتوجهون بسوق فطرتهم = نحـوي إذا رهــــبو وإن رغبــوا

فنشيدهم بابا إذا فرحــــوا = ووعـــيــدهم بابا إذا غـــضبـــوا

وهتــافهم بـابا إذا إبتعدوا = ونجــــيـهم بـابـا إذا أقتــربـــــوا

بالأمس كانوا ملء منزلنا = واليوم ويح اليــــــوم قد ذهبــوا

ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم = في القلب ماشطــوا وما قـربــوا

إني أراهم أينـما اللتفتــت = نفسي وقد سـكنــوا وقـد وثبــوا

وأحس في خلدي تلاعبهم = وفي الدار ليـس ينالهم نــصــب

وبريق أعينــهم إذا ظفــروا = ودمـوع حرقــــتـهم إذا غلبـــوا

في كل ركـــن منهم أثـــر = وبكـــل زاويــــة لهـم صـــــخب

في النافذات زجاجها حطموا = وفي الحائط المدهون قـد ثقبـوا

في الباب قدكسروا مزلاجه = وعليه قد رســــموا وقـد كتـبـوا

في الصحن فيه بعض ما أكلوا = في علبـة الحلـوى التـي نهبــوا

في الشطر من تفاحة قضموا = في فضلــة المـاء التي سكبـــوا

إني أراهم حيـثما أتجهـــت = عيني كأســراب القطـا سـربـــوا

بالأمس في (قرنايل) نزلوا = واليوم قــد ضــــــــمتهم حـلــب

دمعي الذي كتــمتــه جلــدا = لما تبـــاكوا عندمـــــــا ركبـــوا

حتى إذا ساروا وقد نزعوا = من أضلعــي قلبـــا بــهم يجــــب

الفيتـني كاطفــل عاطفــــة = فــإذا بــــه كالغيـــث ينسكــــــب

قد يعجب العذال من رجـل = يبــكي ولـو لم أبكـي فالعجـــــب

هيهات ما كل البكا خور = إنــي وبعـــــــزم الرجــــــــال أبُ

للشاعر عمر بهاء الدين الأميري ــ رحمه الله