في حياتي قصص ومواقف كثيرة لا تنسى حصلت معي .. وها أنذا أنبش في أوراق مذكراتي الخاصة كرمال خاطر أخي الغالي الأستاذ القدير الكاتب ناصر الضامري طارح هذا الموضوع وخاطر جميع القراء الكرام ..
منذ سنتين مضتا عام 2017م وفي إحدى الأمسيات الشعرية الجميلة التي تشرفت باعتزاز كبير بالمشاركة فيها حدث صباحا في نفس يوم الأمسية أن رن هاتفي النقال . الرقم غريب وغير مسجل ضمن قائمة الأسماء في هاتفي . ترددت بداية أرد أو لا أرد عليه . ثم عقدت العزم واجبت على المتصل . الصوت صوت أنثى.
__ الشاعر سعيد الغافري ؟
_ أهلا وسهلا بك أختي الكريمة تفضلي . معك سعيد
_ أهلا بك أخي تشرفت بمعرفتك
_ يا أهلين وسهلين
_ أنا مشاركة معكم في أمسية الليلة إن شاء الله .
_ أهلا وسهلا . سيشرفنا كثيرا أن تكوني معنا في الأمسية.
_ وأنا أكثر أخي. قرأت شعرك في عدة مواقع . وأعجبني كثيرا أسلوبك.
_ شكرا لك سيدتي ممتن لحضرتك .
_ ماذا ستقدم في الأمسية الشعرية الليلة ؟
_ والله حتى الآن لم أحدد أية نصوص . لكني آمل أن أوفق في ذلك إن شاء الله .
_ إن شاء الله .
......_
_ ممكن أطلب طلب منك لو سمحت ؟
_ تفضلي . عسى أن أقدر على تلبيته .
_ أنا إلى الآن لم أكتب ولا نص للامسية ولم يتبق على موعدها سوى ساعات. هل لك أن تساعدني؟
_ كيف شكل المساعدة الذي ترغبين ؟
_ سأكتب نصا شعريا وتقوم أنت من فضلك بمراجعته .
_ سأفعل بعون الله
_ انا آسف جدا أستاذ سعيد . سأتعبك معي ؟
_ أبدا. تشريف كبير لي وشكرا للثقة .
بعد حوالي 3 ساعات والوقت كان الظهيرة كانت النصوص الثلاثة التي اخترتها للمشاركة في الأمسية الشعرية ترقد أوراقها المطبوعة جاهزة بجواري على السرير مثل حبيبة او صديقة مقربة من حياتي . ورن الهاتف مجددا . كانت الشاعرة هي المتصلة .
_ سارسل لك بالواتس نصا جديدا كتبته اليوم مع نصوص أخرى كتبتها منذ فترة فعاينها من فضلك وهل تناسب أم لا للمشاركة.
_ طيب . ولا يهمك . ارسليها فورا
أرسلتها. قرأتها. ثم اجبتها بكلمة واحدة :
_ اطبعيها فورا بشكل ورقي .
_ هل تناسب للامسية؟
_ اطبعي النصوص ولا تناقشي هههههههه
_ طيب . على أمرك . حاضر .
بعد دقائق اتفاجأ بها تتصل وهي تصرخ مذعورة :
_ سعيد الحقني . الطابعة واللاب ما رضوا يطبعوا أي شيء والامسية لم يبق على وقتها إلا سويعات !!
_ لا تهتمي بالأمر. ساتصرف .
_ ماذا ستفعل ؟
_ لا تقلقي. إلى اللقاء في الأمسية .
_ والنصوص ؟!
_ ستصلك في الوقت المناسب.
تجهزت قبيل المغرب ثم انطلقت إلى مكان الحدث . وهناك التقيت الشاعرة . كان أول لقاء بيننا . كانت في قمة الأناقة والسحر رغم مسحة القلق العاصف التي لمحتها على وجهها المشرق .
_ تفضلي . ها هي نصوص المشاركة مطبوعة ورقيا .
وشهقت بل كادت أن تبكي من الفرح وهي تتناول أوراق نصوصها وتشكرني بحرارة.
_ لا داعي للشكر . نحن أخوة.
_ لكن يا سعيد هذه النصوص أخشى أن لا تعجب الجمهور . و ...
_ لعلمك لم أصحح منها ولا كلمة . أنت شاعرة مذهلة . شعرك قوي وجميل !!
_ عن جد . هل أعجبتك ؟!
_ لو لم تعجبني لما شجعتك على المشاركة بها في أمسية كبيرة كهذه . ثقي بشعرك وبامكاناتك الخلاقة .
وهذا بالفعل ما حصل حتى أن الجمهور ظل يطلب منها أن تعيد هذا المقطع أو ذاك البيت مرة ثانية .
وكانت ذكريات .
سعيد
____________________