أمسكتُ بهاتفي و أنا مبتسمةٌ أبحثُ عن اسم
صديقتي في صندوقِ الأرقام ..
وجدتهُ فأجريتُ اتصالاً لها و كأنَ فرحَ الكونِ يتلملمُ
في قلبي ..





فرفعتْ صديقتي سماعةَ الهاتِف و قالت :
أهلاً توأمي .. كم أنا سعيدةٌ برؤيةِ اسمُكِ على صفحةِ الاتصال !
قلتُ : رُبما لمْ يسكُنني اشتياقٌ إلا لكِ فقدْ طالَ غيابُكِ
و أينَ أنتي عن دربي ؟!


قالت : انقطاعي لا يعني بأنني قدْ ودعتُكِ في النسيان
فأنا لا زلتُ أمزجُ أفكاري بذكراكِ الجميلة !
قلتُ : أتكرينَ يوماً تواعدنا بهِ أنْ نلتقي هُناكَ تحتَ
إطلالةِ ضوءِ القمر و بينَ هواءِ النسيمِ العليل ..
يومٌ اثبتنا بهِ حِكايةَ صداقتنا المنثورةِ على الدفاتِر ؟!
أتذكرينَ حدِثُنا و تلكَ الأماني بأنْ نبقى معاً لأبد ؟!


قالت : لا زِلتُ أذكُرُ و أذكُرُ ما تبكي عليهِ العينُ
شوقاً لِتلكَ الأيام التي لا أكادُ أنْ أقضيها إلا بلقائي معكِ !
قلتُ : الأيامُ جوفاءَ مِنْ دونكِ و ليالي السمرَ أعيتني
حينما كُنتُ و لا زِلتُ أنتظرُ بِها حضوركِ كَما كُنا
في الماضي !


قالت : لمْ و لنْ أهتَجِرَ دربُكِ يوماً يا صديقةُ قلبي
المحزون .. الأيامُ صنعتْ البينَ حتى باتَ الفؤادُ
مكلومٌ عندما التمسَ البُعدُ حِكايتنا ..
قلتُ : كَفانا ابتعادٌ فَحِذارَ أنْ يُنهينا الزمانُ و نغوصُ
في متاهاتٍ لا لِقاءَ لنا بِها .. !


قالت : لِنَعُدْ عاجِلاً لِذلكَ المكان حيثُ كُنا نرسِمُ أحلامنا
الوردية !! لِنَعُد و ينتهي النحيبُ مِنا ..
قلتُ : تصوري كم أنا أرتشِفُ الفرحَ اليومَ بِمُحادثَتِك
لأنني أيقنتُ بأننا سَنُجري وعداً و نلتقي على جسرِ الحنين !


.
.

هي ابتسمتْ و أنا ابتسمتُ ..
أغلقتُ الهاتِفَ و خرجتُ مِنْ منزِلي مُتوجِهةً إلى ذلكَ المكان
و الليلُ يُلحِنُ الألحانَ على وترِ الاشتياقِ ..
فما جَذبني سِوى حنيني لِأعودَ إلى مكانِ اللقاء !


وصلتُ حيثُ كُنا نلتقي أنا و صديقتي .. لكنني لمْ أراها
فجلستُ على كُرسي الانتظارَ .. و كأنني على المطارِ
انتظرُ مُسافِراً !
فمرت الدقائِقُ و الساعات و لا زالت صديقتي في اغتِراب !
قلتُ : معذورةٌ هي .. رُبما قدْ أعاقها شيءٌ ما و تأخرت قليلاً
فأنا على ثِقةٍ بأنها لنْ تنساني ..
حتى جاءت الساعةُ الواحدةَ ليلاً
فبدأتْ رياحُ الخوف تخنُقني خنقاً و غُصاتٌ منَ الألمِ
تُعرقِلُ أنفاسي ..
لم تأتي صديقتي فظننتُ بِأنها لمْ تُهديني اهتماماً .. !


و لكنني أدركتُ بأنَ كلُ ما حدثَ قدْ كانَ مُجرد حلمٌ
قدْ مرَ في منامي و وهمٌ اشتاقَ لِرائحةِ أوجاعي
فهو حلمٌ قدْ أخذني إلى واقعِ مكانِ اللقاء و كأنني تواعدتُ
معها حقيقةً .. !
فبتُ أترددُ في ذلكَ المكان و جنونُ الوهمِ اصمتَ صوتي !



فقدانُ صديقة

آهٍ على يومٍ قررَ بأنْ يرسِمَ على دربِنا الفُراق بلا وداع
آهٍ على الذِكرى كيفَ تقتلُ قلبي
و آهٍ على الأشجانِ كيفَ لا تعرِف إلا عيني تعتلجُ بِها
و تُقيمُ عليها ..
" صديقتي " يكويني بُعدكِ و غيابكِ عن حياتي
" صديقتي " مُري على بابي و ابهجي قلباً حطمهُ الزمان !
كنتُ أُردِدُ " فُقدانكِ صعبٌ لأنني قدْ اعتدتُ على جنونكِ
و ضحكتكِ و اعتدتُ على الأعيادِ أنْ تطرِقَ داري و أنتي معي !
اعتدتُ على السنين أنْ تَرفِقَ السلامَ معها في كُلِ يومٍ بِها لكِ ..
عودي فأصبحتِ الصديقاتُ تؤلمني صورتَهُنَ ..
ليسَ حسداً مني و لكنني استرجِعُ ذاكِرةَ الماضي بِهُن !
تعالَ يا قلبي لِنقِف على الرصيف
فلعلنا نلقاها بينَ العابرين ..

.
.

مجرد هلوسات
" زهرة الأحلام
29/11/2014