'

( لم يبق عندي ما يبتزه الألمُ

حسبى من الموحشات الهم والهرم

لم يبق عندى كفاء الحادثات أسى

ولا كفاء جراحات تضج دم

وحين تطغى على الحران جمرته )*

فخير زاد له فى غربة قلم

ومن سواك له شعرى وموهبتى

وأنت نارى وبالأعماق تضطرم

إذا ذكرتك سال الدمع منهمرا

وإن أحاول أنسى جادنى سأم

كأن فى ذكرك الأغلال تربطنى

وطالما كان فى استقبالها نَعَم

كأنك الشعر والأوزان تلهمنى

وما أقاوم شعرى حين يحتدم

منذا يقاوم إلهاما وتزكية

قد حفها الحرف والألحان والنغم

تبنى لملكى وتُرسى من مكانتنا

بين الخلائق ما يرضى به الخَصَم

حتى غدوت وما دنيا لتنكرنى

وخلت أنى لما قد فات أنتقم

كأنك الماء ,غير الماء يخنقنى

وقد بلغت من الستين ما يَضِم

كأنك القلب خفقاً فى جوانحنا

ففى السلامة كل الناس قد سلموا

هل مثل حبك فى الدنيا له مثل

وهل ألاقى بديلا عنك ينسجم

إن خانك البعض أو مسّتك نازلة

جئنا ليوثا لها والناب يبتسم

من ظن أنك سهل فى تناوله

قد خالطت فكره من سمنا دسم


ما بين قوسين للشاعر العظيم الجواهري رحمه الله ...
و باقي الشعر للشاعر حسن الإفندي ..