... وفي النَّـزْفِ وَطَــن



أدمـنـتُ فـيـكَ محـبـةً يـا مَـوْطِـني
ومِنَ الهَـوَىَ ما لـونُـهُ الإدمـانُ

عُـذراً أتـيـتـكَ في دمـوعِ قـصـيـدتي
والحُـزن فـيهـا كـمـا تَـرَىَ ألـوانُ

عَـمَّ الفـسـادُ . فهـل هُـنـا من مُصـلِـحٍ ؟!
رَبِّ اهْـدِ قـومي . إِنَّهُـمْ عِـمـيـانُ

فالسـارقـونَ بَـلا حـسـيـبٍ نَـهْـبُـهُـمْ
وبَـلا رقـيـبٍ يَـكـثـرُ الجِـرذانُ

هُـمْ في النـعـيـمِ تَـمَـرَّغـوا . ما هَـمُّـهُـم
شَـقـيـتْ بِـلادٌ أو بَـكَـىَ إِنـسـانُ

هُـمْ كالذئـابِ تَـسَـتَّـروا بـظـلامِـهِـم
وبِـذا النـهـارِ كـأنـهـم حِـمْـلانُ

والخـائـنـونَ وقـد تـعـاظَـمَ جُـرمُـهُـم
مـا مَـسَّـهـم فَـقــرٌ ولا حِــرمانُ !!

يـمـشـونَ في طـولِ البـلاد وعَـرضِـهـا .
أيـن المـشـانِـقَ ؟! أيـنَـهُ السَّـجـانُ ؟!

في كُـلِّ عُـمري ما رأيـتُ وَقــاحَـةً
مِـثْـلُ التي يـبـدو بها الخــوَّانُ !!

لا يَـسـتـحي مِن بَـعـدِ كُـلِّ فِـعــالـهِ
يَـمـشي وتحـسـبُ أنَّـهُ " الـرَّيــانُ " !!

سَـيَـظـلُّ عــاراً مسـتحـيـلاً مَـحْــوَهُ
مهما يُـزَيِّـنُ وَجـهـهُ الـلـمَـعـانُ

في مَـردَمِ التـاريـخ ، ذاكَ مكـانُـهُ
سَـيَـغـورُ فـيـهِ ويَـطْــوِهِ النـســيـانُ !!

فـخـيـانـةُ الأوطــانِ أقــبـحُ فِـعــلــةٍ
ما بـعـدهـا صَـفْـحٌ ولا غُـفـرانُ

بـلـدي وإني في دروبِ صـبـاحـهِ
لـتـكـادُ تـقـتـلـني بـهِ الأحــزانُ

فـالـوافـدونَ عـمـالـةٌ مُـحـتـلَّـةٌ
الله يـرحــمُ هذه الأوطــانُ !!



لا أفـتـري فـيـمـا أقــولُ . أمـامَـكُـمْ :
السـوقُ يـحـكي وذلك البـســتـانُ !!

فالهـنـدُ والبـنـجـالُ فــاضَ وجــودَهـم
وكـذا تـمـددَ هـاهـنـا البَـتَّــانُ !!

مَنْ فَــتَّـحَ الأبــوابَ ؟! حـتى أنـهـم
عَـمُّـوا الـربــوعَ كـأنهم طــوفـانُ !!

مُـتَـحَـكِّـمـونَ بـقُــوُتِـنـا وعِــيـالِـنـا
ولهـم يَــدٌ في أرضـنـا ولـسـانُ

مِن مَـنـزلٍ أو مَـلـبـسٍ ، إِرجَــع لـهـمْ .
أرأيـتَ ذُلاًّ مِـثْـلَ ذا وهَــوانُ ؟!

بـلـدي وأمشي في زِحـامِ وجـوهـهـم
أَعُـمانَ ذي ؟! والـرَّطــنُ " هـنـدسـتـانُ " !!



لـن تـرتــقي هذي البـلادُ إلى العُــلا
ما لـمْ يَـكُـنْ في قـلـبـهـا إِيـمانُ

فـانـقِـذْ بـلادكَ يـا أخي . كُـن أنـتَ مَـن
روحـاً وقـلـبـاً ذلـك المـيـدانُ

وابـنِ الصـروحَ بـهـمـةٍ جـبـارةٍ
واجـعـلْ بعـزمـكَ يَـسـطـع البُـرهـانُ !!

والـهـبْ رفــاقـكَ إذ يـرونـكَ قــدوةً
والخـيـرُ فـيـكُــمُ أيـهـا الشــبَّـانُ



فـإذا بَـنَىَ هـذي البـلادُ شَــبـابـهـا
حـتـماً سـتـرحـلُ تِـلـكُـمُ الغــربـانُ

لا مسـتـحـيـلَ أمـامَ شَـعـبٍ نـبْـضُـهُ :
إِنَّـا جـمـيـعـاً مخـلـصـيـنَ ( عُــمـانُ )

شِعر : سعيد مصبح الغافري

البحر الكامل
___________________