وترجل الفارس


يتسرب من بين ذكرياتي صورة لم تمحى لفارس كان ملفت لنظري في طفولتي
كنت انظر إليه واتأمل هيبته
ونظرته القوية
واتأمل ذالك اللباس الذي يرتديه..
وذالك الخنجرالملازم له
ثم مضت بي الحياة في طرقاتها
حتى ساقني القدر الى هذا المكان
فحططت رحالي به حتى مضى لي فيه ثمانية اعوام
جعلتني اعيش مع هذالشعب الكريم
وكأنني منهم رغم بعد المسافات
وشدني فيهم حسن الخلق وحب العلم
وتعلقهم الشديد بسلطانهم
ولم يكن ذالك التعلق من فراغ
فقد حباه المولى صفات تجعله يستوطن القلوب
كان حكيما حليما ذا رأي وعلم
متواضعا رفيق بهم يهتم بشؤونهم
وكل ذالك جعله سلطان على قلوبهم
امضى ٥٠ عام لم اسمع خلالها
بنزاع له مع دوله اخرى
وان حصل خلاف كان هو
صاحب المبادره الحكيمة
عشت معهم افراحهم به
وشاركتهم اعيادهم بسلامته
وكان ذالك الأب الروحي
قد شملني معهم بكرمه
لكن ماذالك إلا هبة من الله
بإن قذف محبته في القلوب
وها أنا اليوم اشاركهم حزنهم
في آلم فقده..
وإي فقد كفقد أب الوطن الحنون
لا املك من الكلمات ما يكفي لرتق ألم فقده
لكن ما يجبرالقلب أنه ذهب لربه
الكريم الرحيم
ويسعد النفس ان ترى تلك الملايين تلهج له بالدعاء
ومن شٌهد له بالخير وجبت له الجنه على ماكان من عمله
ترجل فارس عمان ..بعد أن ارسى قواعد الأمن والخير في بلاده
وسلم زمام الأمور لأبناءه البررة
وتبقى ذكراه منقوشة في قلوب احبته
وعلى صفحات التاريخ لاتزول
طبت وطاب مرقدك سلطان السلام