رسالة خـاصة للمتزوجـات أو المقبلات على الزواج:

إلى كـل متزوجة تريد حياة الاستقرار وتريد الحياة السعيدة مع زوجهـا، إلى كل بنت مقبلة على الـزواج، إليكـن أيها الأخوات هذه الكلمـات المتواضعة والتي ربما تكـون منطق لحياة سعيدة محفوفة بالحب والرحمة والتعاون والتفاهـم، مـا فائدة الزواج إن لم يؤسـس على المنهج الصحيح؟

فـأي حياة ستكون إن لـم نؤسس بيوتنا على التناصح والتعاون والصدق والأمانة مع الآخر، وعلى كل بنت مقبلة على الزواج يجب عليها أن تعلم أسرار الحياة السعيـدة، بعـض الفتيات يشاهدن المسلسلات والأفـلام والتي تتحدث عن الحب والغرام، ثـم بعد الزواج يكون لها الرغبة في تطبيق ما شاهدته ولكن يحصل عكس ما توقعت.

على كل فتاة إذا لها الرغبة في معرفة معرفة الحب الرائع، فلتقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان مع أزواجه، وكيف هن رضي الله عنهن معه عليه الصلاة والسلام ، من يقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاتـه، يرى العجب العجاب، بـنى النبي صلى الله عليه وسلم حياته على الحب والاحترام والتقدير، فكان يستشير زواجتـه ويحترم آرائهن ويقف معهن ويلاطفهـن.

حـتى بعد موت إحداهن كان يتذكرها ولا ينساها، فأمنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها المرأة الصالحة التقية التي قدمت الغالي والنفيس من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم ووقفت معه وآزرته فلم ينساهـا عليه الصلاة والسلام، ولم ينسى تلك العشرة الطيبة ، فهذا الحب الرائع أيها الأخـوات، لمـاذا لا يكون قدوتكـن هؤلاء النساء اللاتـي سطرن لنا أروع الأمثلة في الحـب والتعاون والرأفة والرحمـة.

أيتها الأخت المسلمـة..عنـدما تقبلي على الـزواج، أعلمي علم اليقيـن أنك ستدخلي على جنس جديد ومختلف. لـه أحاسيس وأفكار وتوجهات، كان يعيـش حياة مختلفة تماما، ولا بد أن يكون هناك بعض الحساسيات والاختلاف بينكما وعدم التوافق في بعض الأمـور، هـذا لا بد أن يحصل ويقع في الحياة الزوجية، وأعلمي أن الرجل شبيه القفل، لكن تكتشفي أسراره وما بداخله إلا بعد العشرة والجلوس معه.

إوقبـل كل شيء عليك الاستغفار والتوبة والدعـاء بأن يرزقك الله عز وجل الزوج الصالح الذي يعينك على الخير ، ثـم إذا تقدم لك أحد وجاءت فرصة زواجـك، فعليك بالاستخارة واللجوء إلى الله عز وجل والإنطراح بين يديه فأنت لا تعلمي أين الخيـر.

يا أختي: لا بـد أن تتعلمي أسلوب الإغـراء مع زوجـك، أغريه بكلامـك بعينك أو بالملاطفة حتى لا يبحث عن هذا مع الفاسقـات، اجعليه يشعر بحبـك له وكوني معـه واستشيـريه، هذا زوجك لا تجعلي أحد يأخذه من بين يديك بسبب التقصير في ذلك، أحـد النساء اكتشفت أن زوجهـا خانها وله معرفة مع النساء أجنبيات، تأثرت هذه المرأة ولكنها صارحتـه وقالت له: لماذا فعلت هذا؟؟ وهـو لم يخفي عنها شيء، فصارحهـا وقال لها: أنا لم أجد الرأفـة والحب من والدتي ومنـك.

تـأملوا كلام هـذا الزوج، بعض الزوجات يقصرن مع أزواجهن وعندما تحصل الأمور المنكرة والمخالفة، يتعجبن ويقولون لماذا حدث هـذا؟؟ نقول: أليس السبـب أنت؟؟ أليس أنت الذي جعلتيه يفعل هـذا، طبعا هذا حرام ولا يجـوز فعله ولو ظهر تقصير من زوجتـه، ولكـن الذي عنده ضعف الإيمان وغير مخلص سوف يفعل هـذا، فلتحذر كل زوجـة من التقصير مع زوجهـا.

تقـول هذه الأخت،، بعد مـا قال زوجي هذه الكلمات غيـرت أسلوبي معه، فصرت أحسسـه أني أحبه وأقف معه ولا أتخلى عنـه، حـتى استقامت حياتنا وترك زوجـي الخروج مع النساء، وبنينـا حياتنا على الحب، علمت أني كنت قد وقعت في خطأ لأنني قصرت مع زوجـي ولم أعطيه الاهتمام الكافي والخدمة المطلوبة.

إذن على كل زوجة أن تـدرك هذا ولا تقصر مع زوجهـا، وتطيعه وتسمع كلامه في كل شـيء إلا إذا أمر بمعصية الله عز وجل، فلا تطيعـيه، فلو قال لها أخلعي الحجـاب، فهنا لا تطيعه، أو قال لها: لا تصلـي فلا تطيعه، لأنه لا طاعـة لمخلوق في معصية الخالـق.

كذلـك من الأمور المهمة مشاركة همومـه ومشاكله، وهذه نقـطة مهمة يجهلها الكثير، فإذا وقـع في مصيبة وبلاء فعليها أن تخفف من آلامه وتقف معـه، لا تتخلـى عنه، تذكره بالله وتصبـره حتى يشعر أن هناك مـن يشاركه الهموم والأحـزان، بهذه الطريقة سوف يكبـر في نظرها ويقدرهـا، فبـالله مثل هذه الزوجـة كيف سوف يفرط الزوج بـها ويتخلى عنـها، فعلى الزوجة معـرفة هذه الأسرار المهمـة.