وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

نسمع ونقرأ الكثير من القصص التي تدمع العيون وتعصر القلوب وإنني هنا سأكتب لكم في إحداها بطريقتي علّني أستطيع الوصول للغاية ونيل القبول وبياض الراية ..



كبيرة في السنّ
شكت بؤس حالها
لله خالقها
رفعت أكف الدعاء
الله يرحمها ..
الله يرعاها ..
قد هدها الدهر الكئيب
قد خانها أبناؤها

تصرخ وتصرخ
لا مجيب
صخر أصم
قلب حديد
لا ترتجي خيرا
من لدن أحبابها

وجهها المتجعد
صوتها المبحوح المتقطع
يحكون قصتها

كل يوم لا جديد
عند الجدار حدودها

قد أبعدوا عنها الضياء
فلا ترى أحفادها

يا قسوةً
يا عقوقاً
يا رحمة لوالدةٍ
صار الكسيرُ جناحها

تبكي … تتمتم
تضحك … تبتسم
يا الله .. ما أبكاها ?
يا الله .. ما أضحكها ?
من أتعبها وأشقاها ?

متناقضات من مشاعر
وامتزاج من عواطف
كيف ذا ?
خلط الزمان حياتها

تقول هم تركوني
حبسوني
هم نسوني
تجاهلوني
هم قهروني…
فأحزنوني ..

وهم صوتهم أسمعوني ..
هم بخير أمام عيوني ..
فهم بهذا أسعدوني !!

وقف الكلام فالدموع
سحابة
وقفت الأقلام وصامت
عن الكتابة
وزاد خفقان القلب
واضطرابه

لا كلمات تصف الموقف
فالعَبرات تجري وتكفكف
قلبها الضعيف المكلوم
ينزف
ووجها بالحزن والإشفاق
يُعْرَف

لا تريد لهم إلا الخير
ولا تدعو لهم إلا بالخير
ولا تطلب منهم أبدا
سوى أن يكونوا بخير

يا أسفي المرير
لحالها
فلقد نسى الأبناءُ
عطاءها
نسو خوفها
ونارها
نسو سهر الليالي
وصبرها
نسو إرضاعها
وحليبها

تبّاً لهم ...
تبّاً لهم
كيف استطاعوا فعلها
كيف استحلوا قتلها
كيف استباحوا رميها

إني ليعصرني
الأسى
لما أرى من أمرها

إني أعاتب تاركاً
لوالديه وقد نسى

صار الحديث لحاله
عن دهره أن يرحلا

فكر أخي…
فكر أخي إني هنا
لك مرشدا وموجها
لك ناصحا

فغدا تشيب
غدا تكون بحالها
فارفق بها وأحبها
واكسب رضاها وبرها
فالجنة .. قال الحبيب
من ثرى أقدامها…
من ثرى أقدامها…



أبو فجر…
دمتم بود ..