منقول من صحيفة أثير اللكترونية*http://www.atheer.om/News/4983
استقالات المعلمون الحالية:
هل بسبب المستحقات التقاعدية الجاذبة أم البيئة التربوية الطاردة؟؟
كتبه المعلم / ناصر بن حميد الوردي

لا يختلف اثنان على إن الاستقالات التي يشهدها حاليا الوسط التربوي بمدارس التعليم العام بالسلطنة ستؤثر سلبا على سير العملية التعليمية وعلى كافة العاملين فيها وعلى المستهدفين منها من ابنائنا وبناتنا بالإضافة إلى افراد المجتمع المحلي. والسؤال الوجيه هو: هل تلك الاستقالات جاءت بسبب المستحقات التقاعدية الجاذبة كما يدعي البعض؟ أم بسبب البيئة التربوية الطاردة التي يشتكي منها بعض العاملين بالميدان التربوي؟
لا يمكن إنكار أهمية الراتب التقاعدي الذي سيتقاضاه المعلم المتقاعد ، ولكن ليس له دور يذكر في انهاء حياة المعلم الوظيفية ومساره المهني وتحطيم آماله وطموحاته السامية والتخلي عن دوره الوطني المشرف في خدمة حاضر بلاده عمان، وصناعة مستقبلها المشرق. وعليه يتساءل البعض طالما أن المستحقات التقاعدية ليست لها دور أساسي يذكر في تلك الاستقالات؛ فهل بيئة العمل التربوي والميدان التعليمي هو المنفر والطارد لتلك الايادي الوطنية المخلصة والسواعد الفتية البناءة والعقول النيرة المنفتحة والطاقات المتجددة المنتجة ، والتي لا يمكن التضحية بها أو
تجاهل أهميتها أو تغييب دورها في وقت عصيب كهذا ؛ والوطن في أمس الحاجة لها خاصة وهي في قمة عطائها وأوج طاقاتها وذروة نشاطها.
وإذا كان الامر كذلك , فهل وزارة التربية والتعليم هي المسؤولة مسؤولية كاملة عن ذلك ؟ أم انها قضية حكومية يشاطرها في ذلك جميع اعضاء مجلس الوزراء الموقر؟
يعتقد البعض بأن وزارة التربية والتعليم تتحمل جزء من تلك المسؤولية وذلك بعدم استشعارها للمشكلة قبل حدوثها , والعمل على تدارسها ووضع الحلول الكفيلة لها وفق إمكانيات وقدرات الوزارة، والصلاحيات الممنوحة لها. والمسؤولون بالوزارة للأسف الشديد لم يستفيدوا من التجارب المريرة السابقة ولم يستخلصوا منها الدروس والعبر الكفيلة بتجاوز هذه المشكلة وتذليل كافة المعوقات والصعاب التي من شأنها إعاقة تطوير المنظومة التربوية ، وعرقلة سير العملية التعليمية بكل سلاسة ويسر.
أما أن الاوان بأن يكون للمسؤولين الكرام وعلى رأسهم معالي الوزيرة الموقرة مكاتب بديوان عام المديريات اسوة بمكاتبهم بديوان عام الوزارة وكذلك مكاتب للأفاضل المدراء العموم ومدراء الدوائر المنتشرة بالمحافظات بمدارس تلك المحافظات والعمل على تفعيل تلك المكاتب أسوة ببعض الوزارات بحكومتنا الرشيدة! أما حان الوقت للاستفادة من امكانيات وطاقات الميدان التربوي في التنمية والتطوير المنشودة بشكل افضل وبفعالية أكبر !
وعليه إذا لم يتدارك المعنيون بالشأن التعليمي الوضع بالميدان التربوي وأولوه عناية خاصة فإن المستقبل سيكون أقل اشراقة وأدنى مما يطمح إليه كل مواطن شريف.