تعدّ صناعة الفخار من الشواهد المميزة لحضارات الشعوب في العالم فهي تعبّر عن مدى تطورها، وعلى بساطة هذه الصناعة لأنها أبسط أشكال الفن، لكنها في الواقع من أصعب الحرف، فهي الأبسط لأن لها طبيعة بدائية، ومع ذلك فهي الأصعب لأنها تنطوي على شكل من أشكال الفن. وتعتبر الصناعات الفخارية في عُمان من الصناعات القديمة ويرجع سبب الاهتمام بها لتعدد استعمالاتها في الحياة اليومية، وتعتبر ولاية بهلاء بمحافظة الداخلية الموطن الأصلي للتربة الصالحة للصناعات الفخارية، وهي اليوم مازالت تعلّم الأجيال الجديدة هذه الحرفة الفنية في مركز التدريب وإنتاج الفخار والخزف.


بهلاء (عمان)- تعدّ ولاية بهلاء بمحافظة الداخلية من الولايات العمانية العريقة التي تشتهر بالعديد من الصناعات والحرف التقليدية التي لا يزال أهالي الولاية يتمسكون بها كجزء من موروثهم الحضاري.ومن أبرز هذه الصناعات التقليدية التي تشتهر بها الولاية صناعة الفخار والخزف، حيث كانت الولاية ولا تزال مركزًا لهذه الصناعة، ويعود تاريخ صناعة أول فخاريات وجدت في السلطنة إلى بداية الألف الثالث قبل الميلاد.


وشهدت صناعة الفخار في بهلاء رواجا كبيرا في الأزمنة القديمة، وتعتبر واحة بهلاء من المراكز الأساسية لهذه الصناعة، وقد لاقى فخار بهلاء انتشارا واسع النطاق حيث أن الأثريين حددوا له تقنية خاصة عرفت باسم “تقنية فخار بهلاء” تمييزًا له عن باقي أنواع الفخار المنتشر في السلطنة سواءً المحلي أو المستورد.
الأواني الفخارية تعاني اليوم من هجرة العمانيين إلى الأواني العصرية بمختلف أنواعها ولم يعُد يقتصر وجودها في البيوت إلا على الديكور، لكنّ السياح الذين يتوافدون على محافظة الداخلية ينتقلون إلى بهلاء للتعرّف على كيفية صناعة الفخار وعلى المنتجات الفخارية التي يتمّ صنعها. وتتويجا لإعجابهم بهذه الحرفة يشتري السياح هدايا وتذكارات تظل ديكورا في منازلهم وشواهد على رحلة واكتشافهم للتراث العماني. وللمحافظة على هذه الحرفة والاهتمام بها قامت الحكومة بإنشاء مركز خاصّ لتدريب وإنتاج الفخار والخزف ببهلاء.


الفيديو التالي يوضح صناعة الفخار في سلطنة عمان :