���� *أسرارك ومفتاحك*
*محمد بن سعيد المسقري*

�� قلبك الطيب يتسع لعشرات أو مئات الأصدقاء، هم عادة مأمن سرك وموطن ثقتك ، فاجعل لكل منهم متكئا كريما يليق بحبهم ومكانتهم وأكرم نزلهم وأحسن مقامهم ، *ولكن اجعل لأسرارك الخاصة جدا غرفة صغيرة في زاوية قلبك لها باب خلفي مفتاحه في جيبك* ..
�� فمهما يكن قرب صديقك أو زميلك منك، وأصبح الألفة بينكما مسقطة للكلفة، وتعرفان عن بعضكما ما لا يعرفه حتى الأقرباء؛ *فلا بد من وجود حاجز بين علاقتكما وبين بعض أسراركما الخاصة* التي تخشى بحق أن تصل هنا أو هناك
â‌£ï¸ڈ *لماذا؟*â‌£ï¸ڈ
���� *لأن العلاقة قد تتغير يوما ما*؛ فالدهر لا يبقى على حال، أو صاحبك يتغيّر؛ فالقلوب في تقلب وأحوال الناس تتبدل، *وهنا قد تصبح حسن النية التي عاملته بها ليست آلة توزيع لأسرارك فحسب، بل آلة نسخ للمفاتيح،* هنا تشعر– بعد فوات الأوان – أنك كنت أحمقا بحق، كما روي عن الإمام الشافعي:
*إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِسانِهِ .. وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ*
*إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ .. فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ*

���� وإن لم تتوتر العلاقة، أو يتغير الصاحب، *فستظل أنت في قلق وتوجس من أن يظهر ذلك السر*، بل الأمر أبعد من ذلك، ستظل مجتهدا على المحافظة على العلاقة بأي شكل، فتكثر من المجاملات التي لا داعي لها، وقد تقدم التنازلات تلو التنازلات؛ *لأن المفتاح الخاص أصبح بيد غيرك*، وكفى بذلك مذلة وقلقا..
*فلم تؤذي نفسك؟!*

�� نعم .. استشر أصحابك فيما يشكل عليك، واستفد من خبراتهم كما تفيدهم بخبراتك، *وافتح لهم قلبك بمكنونه وأسراره، إلا تلك الغرفة الصغيرة الخاصة*، فإنها خاصة بك فقط، وخروج ما بداخلها يؤذيك عاجلا أم آجلا ..

â‌£ï¸ڈ *فاعتزل ما يؤذيك.*â‌£ï¸ڈ