حين ننظر لتلك المساجد الفخمة التي تُشيّد
في المنطقة الواحدة ، لتجد ذاك الاكتظاظ !

وبذاك تفقد المساجد اساس وجودها الذي من جملتها " الاجتماع " ،
فبتلك التعددية لتلك المساجد بات الناس في شتات عجيب ما تظهر منطقة
جديدة إلا وترى المساجد العديدة !

البعض ممن يسعى لبناء المساجد يستحضر

ذاك الأجر العظيم حين يُبنى له بيتاً في الجنة ، حتى ولو بناه في مكان
يعجّ من المساجد هناك !!


وليت :
يكون لذاك الذي يملك المال أن يتوقف
لينظر للأجور العظيمة الأخرى ومنها :

كفالة اليتيم ، فكم هنالك من أسر تشكو
العوز تنتظر مد يد العون لها لتستر بذاك حالها
، وألا تتكفف مساعدة الناس لها والخجل
يعتلي وجهها .


وكم :
ممن ليس لهم مسكن يسكنون فيه ،
وكم كم من غارم ذو دين يرجو من
يقضي له دينه .

ومن ينظر :
لبعض المساجد يجد تلك البهرجة وتلك الزركشة التي
تُكّلف الآلاف بل أحياناً الملايين !!
لينقلب الأجر " لإثم " لمن يعقل ويتوقف
لذاك النهي الذي ورد على لسان المبعوث رحمة للعالمين .

يخبرني :
أحدهم من يومين عن حادثة وقف عندها بنفسه ويقول :
" هذا الكلام في السابع من رمضان المنصرم "

كُنت :
في المحكمة وإذا بامرأة مُقيدة وتجرها " شرطية " وخلفه اثنتين
من رجال الشرطة وهي ناكسه الرأس ، وإذا بواحد من الحضور ويقوم
يقول للشرطية توقفي بلهجته " البدوية " إذا كان الحرمة مقبوضة
لانها مسويه العيب ، وبو ما يرضاه الدين، والعادات ، والتقاليد شلّوها ،
وإذا كان قبضها عن دَيَن فأنا أفديها .


قالت الشرطيه
:
عمي تعال الغرفة الثانية أخبرك بسالفتها :
حكت المرأة لذاك الرجل قصتها وأنها كانت
لديها شركة وزوجها هو من يدير أمرها ،
فتراكم عليه الدين ،فكان القبض عليها ،
أمّا الزوج فقد طلقها فكانت كبش الفداء !

فقال الرجل للشرطي وكم دينها ؟

فقال الشرطي :
35 ألف ريال .

قال :
هذه البطاقة واسحب
المبلغ كامل .

قال الشرطي :
هذي الآلة ما تسحب
غير 500 ريال !


قال :
اسحب ولو بغيت مليون ريال .


فسدد المبلغ ، فطلبت المرأة منه
رقم هاتفه واسمه

فقال :
صاحب المعروف ما يبغى حد يعرف حد عنه ،
توكلي وردي حال اولادك وأهلك .


يقول الراوي
:
عجبت من تصرفه وتذكرت ذاك الأجر العظيم
حين نفّس كربة تلكم المرأة ،
فأي أجر من الله ينتظره ؟!


من هنا :
نجد بأن أبواب الخير عديدة و" كفالة اليتيم " وكذلك " قضاء دَين " لا تقل
عنها عظيم أجر ، ورضوان من الله أكبر .


مُهاجر