{ بعد رحيلك يا مطر ... }



أيُّها الوردُ الباكي بعدَ رحيلِ المَطر

أَشعُـرُ أَنَّ شُعورًا ، يُشبِـهُ السَّرابَ ... يَغزُونِي !



كَــأنَّ مَدينـــــةَ مَشاعِـري قَــد وُلِدَ

بِــأرجائِها طِفلٌ هَجِينٌ مِن حَنين !


أُمُّهُ اللِّقــــاءُ ، وَ أبــــــوهُ الغِيَــــــاب ..
جَدَّتهُ الهِجــــــــرةُ ، وَ جَدُّهُ الإِيـــــاب ..

....




الهُدوءُ الذي تُخلِّفهُ ليلًا أيُّها المَطـر ..

صَاخِبٌ ،

يُخلِّفُ عَـلى بتلاتِ الــوردِ دمعًا ..
يُوقـظُ
بِدواخِلنا ألــفَ رَغبـةٍ فِي التَّـــذكُر ..
فِي الحَنيـــنِ ،
فِي الشَّوقِ ... وَ البُكاءِ وَ التَّحـسُر !



الــهُــدوءُ اللَّيليُ بعـــدَ رحـيــلكَ يا مـطـر ، صَاخِبٌ ...
يُوقِظُ بِقُلوبنا كُلَّ مُندثِر ، قَاصِدًا
نبشَ الذِّكرياتِ عَابِثًا تاركًا أثر ..



و كَــأنَّما الوردُ يبكــي بعـدَ رحيــلكَ يا مطـر ، نَازِفًــا حــنينَ النَّــاسِ ،
عَاكِسًا في قطراتكَ المَنسيـةِ على خدودهِ كُلَّ ذِكـرياتِ البَشـر ..


يَا مطر ،

الزَّهرُ يبدو بعدَ هُدوءِ عَـواصِفكَ الليليـةِ كَقَلبٍ خرجَ مِن مَعركةِ النِّسيانِ و التَّذكُر ..



يَنسدلُ بعدكَ يا مطـر ..
سِتارُ الشَّوقِ على نوافذِ صبرنا ،
فَـيَحجِــبُ
نـورَ شمـسِ النسيـانِ عـن أزقةِ قلوبنـا ..


و هَـا نحنُ بعدَ معركةِ النِّسيانِ يا مـطـر ...
نُهدِرُ مُجددًا مَع رحيلكَ الكَثيـر مِن دمعنا المنهمر !


....