إلى من أرهقني بعده...
لم أعد أعرف إن كنت أبحث عنك،
أم أهرب من أثرك الذي يُلاحقني كظلٍّ ثقيل.
كل الطرق التي مشيتها
كانت تفضي إلى تعبٍ يشبهك،
وكل الأماكن التي تركتُ فيها قلبي
ما زالت مغلقةً على انتظارك.
لا شيء بي يشبه البدايات،
وجهي متعب،
نظرتي تُشبه مَن قرأ الوداع أكثر من مرة
ولم يحفظه.
أحاول أن أقنع نفسي
بأن النسيان اختيار،
لكن كل ليلة تُكذّبني،
وكل صوتٍ يُشبهك يُربكني.
أُصغي لما تبقى مني
فلا أسمع إلا صمتًا يراوغني،
وحنينًا يتسلل من بين ضلوعي
كما يتسلل الماء في صدعٍ قديم.
أنا لا أشتاق إليك فقط،
أنا أفتقد نفسي حين كانت بك ممتلئة،
حين كانت تؤمن أن للنبض وجهًا واحدًا،
وصوتًا واحدًا،
وقلبًا يسكنك.