.
.




ذاتَ ليلةٍ يتقلدُها بردُ الشِتاء ..
كنتُ مارةً مِن شارعٍ لا يمكثُ بِهِ إلا المُصابينَ بِالحنين !
بهِ أوراقُ الشُجيراتِ الذابِلة .. و قلوبٌ تترقب و تتأوه !
لفتتني طفلةٌ في عُمرِ الزهور / تسكنُ على أحدِ نواحي
ذلِكَ الشارِع / !
تدانيتُ بِقُربها .. و سَألتُها / لا زِلتِ صغيرةً على أن تبتلي
بِالحنين .. لِما أنتي هُنا ؟!
.. فَحرقت فؤادي نظرتها الكاتِمة لِلكثيرِ مِنَ البوح !
قالت و الدمعةُ في موقِ عينها على وشكِ الانسِكاب ::
لستُ صغيرةً على ألمِ الاشتياق / فَأنا لي قلبٌ بهِ ذِكرى أمي
التي صعدتْ روحها إلى السماء / و أغشى جسدها التُراب .. !
ألتزمتُ الصمتَ مِن ردها المبحوح و صوتها المُتلعثِم ..
يا عساني كيفَ أجيبها / أو ماذا أهمسُ لها !!
لكنني عانقتُها و كأنها طفلتي / فَبكت عينايَ قبلَ أن تبكي هيَ !
أخذتُ بِيدها / و رُحنا نسابقُ الخطوات ~
..
مجرد هلوساآت " ~