فوائد من المشاكل الزوجية

الحياة ما هي إلا عبارة مجموعة من الخبرات و التجارب فكلما كثرت التجارب لدى الإنسان كلما استطاع أن يواجه صعوبات الحياة بصورة أفضل. فما من مشكلة يخوضها الزوجان إلا و تزيد في رصيدهما معرفة أكثر بالشريك الآخر و ذلك يساعدهما على حل المشاكل بطريقة أفضل ( و يفضل إستثمرها لوضع الخطط المستقبلية لحياة أفضل ) .

عندما تحصل المشاكل بين الزوجين, فإن كل طرف يعبر عما في نفسه و ما يرجوه من الشريك الآخر فبذلك يعرف كل شريك عن إحتاجات الآخر و بهذا الفعل تقرب المساحة التفاهمية بين الطرفين. لأن بعض الأزواج لا يتكلم أو يصارح إلا إذا مر بأزمة زوجية.

المشاكل الزوجية تربي في الزوجين الروح الرياضية في التعامل معها, لأن كثير من الأزواج أثناء المشكلة يهربن من مواجهة المشاكل مما يدعو إلى تفاقمها و تعقدها فتنتهى حياتهما بالفشل أما إذا كان الزوجان يتمتعان بروح رياضية, فإنهما سيكونان قادرين على مواجهة أي مشكلة مستقبلية, و يحسنان التفكير في علاجها و تخطيها بسلام وحكمة.

هناك عدة مهارات يمكن للزوجين تدريب نفسيهما عليها و التمكن فيها من خلال تعرضهما لعدة خلافات زوجية و ذلك لأن المهارات السلوكية و الأخلاقية كالصبر و العفو و التضحية و ضبط النفس و كظم الغيظ و الحلم و الأناة و التسامح فيمكن للزوجين تعلمها و تطوير الذات في مدرسة الحياة الزوجية. فالحياة الزوجية بمشكلاتها هي دورة تدريبية لتطوير الذات.

يضع أغلبية الناس أسباب المشاكل على غيرهم, فالإنسان يحب أن يخلي نفسه من المسؤليات و يعلقها على الآخرين وهذا هو الشخص الضعيف السلبي, أما الشخص الإيجابي فهو الذي يعترف بالمشكلة و يحاول حلها و هذا ما نريده من الأزواج أن يستفيدا منها و يحاسبا أنفسهم ليبدأن بوضع خطة لتطوير أنفسهما و لمواجهة المشاكل المستقبلية. (من كتاب المشاكل الزوجية فوائدها..... و فن إحتوائها)