اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انسان قديم مشاهدة المشاركة
أقترح بانشاء منهج دراسي لكيفية مكافحة الفساد ، لأن ما شاء الله الفساد عندنا أخذ السجل القياسي ... ولا وش رأيكم !
مقترح رائع أخي الكريم, أريد أن أضيف تجارب بعض الدول وهذا يثبت بأن إقتراحك ممتاز:

تجربة كوريا الجنوبية عقب استقلالها، بدأت كوريا الجنوبية في وضع نظام تعليمي ثوري، يستهدف النهوض من السبات وعلاج العقم الحضاري، وأول السلم إلى تحقيق ذلك هو جعل الطالب يعتز بوطنيته، ويسعى بكل قوة لأن يكون مواطنــًا صالحــًا في خدمة بلاده..وإلى جانب اهتمامها بالعلوم والمعارف الحديثة، فقد اهتمت المناهج المعتمدة في جميع المراحل التعليمية، من رياض الأطفال إلى التعليم الثانوي، بعرض مفاهيم وقيم ومهارات الوطنية والمواطنة، مع الاهتمام بالجانبين السياسي والاجتماعي بشكل خاص، وليس من منهج مستقل لدراسة المواطنة، ولكن موضوعاتها تدرس ضمن المواد الاجتماعية، ومن أبرزها: التربية الشخصية، التربية الديمقراطية، التربية من أجل الإبداع، التفاهم والسلام. ونموذج التدريس الموصى به في موضوعات المواطنة، هو المناقشة والحوار وتنمية مهارات التفكير بهدف الوصول إلى: - «القدرة على فهم معنى الأشياء الوطنية الملموسة». - «القدرة على تمييز اللغة، والرموز الوطنية ذات الأهمية والخصوصية للمواطنين». - «القدرة على فهم القضايا السياسية، ومعرفة تاريخها وصلتها بالحاضر». - «القدرة على التمييز بين الحقيقة والرأي». - «تطوير مهارات صنع القرارات وما تقتضيه من مناقشة بعض القضايا مع الآخرين». - «معرفة الحقوق والواجبات على نحو يدفع بالمجتمع نحو التقدم». - «الانخراط والمشاركة في المشاريع والأنشطة التي تخدم الوطن». - «العمل على إعداد مواطن يحب وطنه وهو آخذ في اعتباره المتغيرات والظروف الدولية». - «ترسيخ قيم العدالة والمساواة والتسامح والحياة الكريمة». - «احترام النظام والحفاظ على الممتلكات».
التجربة اليابانية
لقد أقيم بناء النهضة اليابانية الحديثة على أعمدة رئيسة، من أهمها نظام تعليمي يقدر الفرد، ويسمو بالجماعة، ويضع المواطنة في قمة أولوياته وأهدافه، فهو نظام يدعم بقوة الولاء الوطني، ويرسخ قيم المشاركة، ويغذي الفرد بالاتجاهات التي تعلي من شأن الانتماء القومي، ويحث على التضحية بالمنفعة الشخصية في مقابل الصالح العام..وليس في اليابان منهج دراسي مستقل لتدريس المواطنة، وإنما تتوزع موضوعاتها على معظم المقررات والمواد الدراسية في جميع مراحل التعليم العام، مع التركيز بشكل خاص على الدراسات الاجتماعية، ومن أبرز الموضوعات التي تدفع باتجاه ترسيخ المواطنة لدى طلاب التعليم العام في اليابان: - الأوضاع الدولية والسياسة اليابانية تجاهها. - ثقافات وشعوب العالم. - مصادر الثقافة اليابانية. - التأثير المتبادل بين اليابان والثقافات الأخرى. - دور اليابان في عالم اليوم والغد.. وغيرها من الموضوعات. وتدعم هذه الموضوعات بالأنشطة المختلفة ذات العلاقة، والتي من شأنها ترسيخ مبدأ المواطنة في نفوس وعقول الطلاب، وتمكنهم من اكتساب الخبرات في التربية الوطنية، إلى جانب ذلك ثمة «أنشطة تطوعية وثقافية داعمة، لا تقل أهمية عن سابقتها في تنمية الاتجاهات الخاصة وبث روح المسؤولية وتماسك الجماعة، ومن أمثلة ذلك تكليف الطلاب بنظافة قاعات الدراسة، أو تنظيم المدرسة بالاشتراك مع المعلمين والإداريين أحيانــًا، وقيام الطلاب بتحضير وتقديم الوجبات الغذائية المدرسية ونحو ذلك.. وعلى مستوى المدارس الثانوية يعقد مؤتمر سنوي يتسابق إليه الطلاب لتقديم ما لديهم من أفكار في مجال التربية الوطنية، وتقدم الجوائز للجهود المتميزة، وخلال السنوات الماضية تقدم الطلاب بالعديد من البحوث القيمة التي نالت الجوائز، نذكر منها على سبيل المثال: حقوق الإنسان في اليابان، الكنوز الثقافية في جزيرة أوكيناوا، شؤون الحياة في بيوت المسنين، إصلاح البيئة المحلية. وبحسب الخطة الموضوعة من قبل وزارة التربية والتعليم في اليابان، فإن المستهدف من موضوعات التربية الوطنية: - «احترام الذات والآخرين والإنسانية كافة». - «فهم الشعوب والثقافات المختلفة». - «تنمية استعداد الطلاب على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعهم». - «زيادة الوعي بالمشكلات والقضايا المحلية والعالمية». - «تكوين الاتجاهات الخاصة بعملية السلام والتفاهم الدولي».

التجربة الدنمركية التربية من أجل المواطنة من الأولويات الأساسية في منظومة التعليم العام بالدنمرك، بداية من مرحلة رياض الأطفال حتى التعليم الثانوي، وهي أشبه بالتجربة اليابانية، من حيث إنه لا يوجد منهج مستقل للتربية الوطنية، وإنمــا وزعت موضوعاتها على المواد الدراسية والأنشطة الصفية واللا صفية، ويتركز محتواها العلمي على حقوق الإنسان والتضامن والحوار والتسامح والمسؤولية نحو المجتمع والمسؤولية نحو عالم الطبيعة والعلاقات مع الآخرين.. ومن أبرز سمات التجربة الدنمركية في تدريس المواطنة: - «الاهتمام بالبعدين المحلي والعالمي، في إعداد موضوعات التربية الوطنية، بما يكفل للطالب بناء ثقافة التعايش بسلام، والبحث عن القاسم الحضاري المشترك». - «التأكيد على تنمية مهارات التفكير والحياة في إعداد موضوعات التربية الوطنية، التي يحتاجها الطالب في التعامل مع مجتمعه، كالحوار والتفاوض وتقبل الآخر والقبول برأي الأغلبية، وذلك من خلال الأنشطة الجماعية، والتشجيع على استخدام التفكير في حل المشكلات والعمل في إطار الفريق». - «الاهتمام ببناء الذات في المجالات المعرفية والنفسية والاجتماعية، بما يتفق مع مبادئ التعليم الحديثة (التعلم يكون، التعلم للعمل، التعليم للتعايش مع الآخرين)، فالمواطن المنتج المسؤول والمنفتح على العالم، يجب أن يكون مالكــًا لقدر من المعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية التي تمكنه من التعاطي مع قضايا المجتمع والبيئة والسياسة». وفي التجربة الدنمركية، يعول كثيرًا على المعلم في ترسيخ مبدأ المواطنة في عقول تلاميذه، ومن ثم فهو يلتحق بالدورات التدريبية التي تنظمها الوزارة، والتي تستهدف بالأساس الارتقاء بأبعاد ثلاثة في شخصية المعلم: أولًا: البعد المعرفي، حيث يكون المعلم متمكنــًا من ترجمة خبراته الإيجابية إلى ممارسات فعلية في مواقف تعليمية مختلفة، ويكون سلوكه مطابقــًا لأفكاره التي يبثها في عملية التعلم، ويكون لديه دور في نشر ثقافة السلام والالتزام بمبادئ العدل والتسامح والحوار والاحترام بين الأفراد. ثانيـــًا: البعد المهاري، حيث يلعب المعلم دورًا حيويــًا في تأكيد مفهوم المواطنة ببعدها المهاري، من خلال الممارسات اليومية لطلابه، وقدرته على استثمار المواقف، وتطبيق المناهج الدراسية عمليــًا في جميع المواد، كأن يأخذ الطلاب إلى الأماكن التي تحكي عنها الدروس النظرية، بما يبعث روح الولاء والانتماء للوطن لدى الطلاب. ثالثــًا: البعد الوجداني، حيث إن من أبرز صفات المعلم المعززة للانتماء الوطني، أن يكون قادرًا على تنمية حب الوطن في نفوس طلابه، وجعلهم أكثر عزة وكرامة وتضحية من أجله، كما ينمي فيهم الإحساس بالمشكلات وكيفية المساهمة في حلها.

التجربة الصينيـة تحظى التربية للمواطنة في عموم المقاطعات الصينية، بنصيب كبير من الاهتمام على المستويين المركزي والمحلي، ويخصص لها منهج مستقل بذاته تحت مسمى «التربية السياسية» لجميع مراحل التعليم العام، من أبرز موضوعاتها: الأخلاق، الحزب الشيوعي، احترام السلطة الاشتراكية، الملكية الخاصة والعامة، المشاركة السياسية، النظام، التعاون، المسؤولية..إلى جانب ذلك فإن ثمة اتجاه لجعل كثير من المواد الدراسية الأخرى في خدمة مادة التربية السياسية، باعتبار ذلك هدفًا رئيسًا للنظام التعليمي المعتمد في عموم الصين.. والربط بين التعليم والعمل المنتج يبدو واضحــًا حتى منذ مرحلة رياض الأطفال، فبرغم أنها مرحلة غير إلزامية، إلا أنه ينظر إليها باعتبارها من أهم المراحل في مجال التربية السياسية، حيث تغرس بذور المواطنة وروح العمل الجماعي واحترام السلطة والالتزام بالنظام، من خلال أداء بعض الأعمال البسيطة مثل مسح الأرضيات وترتيب الأدوات والملابس وتعلم الأناشيد الوطنية..وفي مراحل التعليم التالية (ابتدائي إعدادي ثانوي)، تتضمن المناهج الدراسية ما يعرف بالكفايات التربوية التي تتعلق بمبادئ المواطنة وقيمها واتجاهاتها، والتي يستهدف منها تحقيق الآتي: - احترام القانون والالتزام به. - رفع مستوى الوعي بأهمية العمل اليدوي واحترامه. - احترام الفرد لذاته وللكبار والسلطات. - تنمية الشخصية المتكاملة للفرد ليكون عاملًا فاعلًا بوعي اشتراكي اجتماعي ثقافي. - غرس روح المسؤولية لدى الأفراد وقبولها كمواطنين. - الاعتزاز بالمنجزات والمكتسبات. - التسامح.. فكرًا وسلوكــًا. - تقدير أهمية المحافظة على الوحدة الوطنية.