لبي المساء لاجاك شخص تغليه
يقول مسّيت بالخير يالحب كله
وأقول مساء النور يا روح مغليه
لبى المساء لا جمع خل(ن) بـ خله
في المساءَ..
قررتُ الذهابَ إلى أحد الإخوة المقربين لديَّ منذُ فترة ليست ببعيدة ، كُنتُ مستاءً بعض الشيء
لأني في اليوم نفسه لم أقم بِزيارة إلى شاطئ البحر كعادتي في وقت العصر.
رِمال ذهبية مائلة للبياض ، ونسمات عليلة ، تتخللها رطوبة دسمة ، وأمواج تتلاطم في الأخرى.
هذا ليس مهمًّا لدى المغرم ، طالما أن الشاطئ يزيح الهم ، ويريح النفس (كما يعتقدون) ،
حتى تذكرت أنني في ذات يوم شارفت على الغرق ، وأنا أجامل نفسي بأنني ذو خبرة مخضرمة في كيفية السباحة ،
ولحسن الحظ كان برفقتي أحد الأصدقاء، وأنا ممتن له عندما أنقذني من الغرق ، ولكنْ تخاصمتُ معه بعد أيام
بسبب أنه لم يشترِ لي عباد الشمس في إحدى الرمسات الليلية المعتادة على إطلالة رمال صحراوية بضفة أحد الشوارع التي تكتظ بالمسعورين.
صديقي..
اخي وصديقي المُقرب ، هو ذو شأن عظيم ، كبير في السن ، يرفل في الثمانين من عمره ،
كأنه لا يزال في عمر الزهور ، يُمازح مع الصغير قبل الكبير، ولكنهُ عصبي بعض الشيء،
ملامحه تتغير من عام إلى عام ، وهذه هي حال الحياة ، إنها حال لا تدوم.
منذ صغره ، وهو يشاغب ، ويخاصم رفقته حتى آخرهم لم يسلم من عضته التي كانت سلاحه الفتاك.
تذكرت عندما أخبرني بقصته مع ابن جاره في المدرسة الذي لم يغششْه في أحد الاختبارات،
وما أن رأى الأستاذ صديقي هذا على وشك الغش من ابن جيرانه ، حتى سحب ورقته ، وطُرده من الفصل ،
وكان ابن الجيران هذا انطوائيًّا لا يحب المشاحنة أو الحديث مع الآخرين (كما يقول لاصق في ورقة الاختبار كأنها بتطير منه)
وما كاد صديقي يغادر الفصل إذ أشار إلى ابن الجيران ومسح على لحيته التي كانت لم تنبُت بعد في ذاك الوقت ،
مهدِّدًا إياه في لقاء حاسمٍ وفاتِكٍ في حي حارتهم النائية.