"من فقد بعض حقه حال وجود الأمن
سيفقد كل حقه حال انعدام الأمن"
عبارة قمة في الرقي والاتزان نطق بها أحد المشايخ لكونه مدرك تماما لما يقول .. كلمات تحتاج منا الى وقفة صادقة مع أنفسنا لتصحيح المسار.
والواقع يشهد ويضرب أصدق الامثلة لما يحدث اليوم في بعض الدول العربية مثل سوريا ومصر والعراق وآخرها ما آل الية الوضع في اليمن الجار .. ثورات أهلكت شعوبها وشردتهم بعد مأمنهم وفرقتهم بعد راحتهم
واقع مرير تعيشة تلك الشعوب .. خرجوا ليطالبوا بحرية الرأي والمشاركة السياسية والفكر واسقاط أنظمة الحكم عن بلدانهم - بالرغم من استمتاعهم بالامن - الا أن الرياح اتت بما لا تشتهي السفن.
قامت الثورة وعلت الأصوات وتحقق ما كانوا ينشدون بسقوط حكوماتهم .. لكن اختفى الامن والامان الذي كان يظلهم وتبددت سعادتهم الى حزن وفقدوا اعز ما يملكون .. فقدوا الاسره والمال والولد والسكن فكل شي اختل واهتز بفقدان الأمن والامان
وتغيرت مطالبهم فبدلا من المطالبة بالمشاركة السياسية بدأ يطالب بحقن الدماء وبدلا من البحث عن الوظائف اشغل نفسه وكرس جهده للحفاظ على عرضه وشرفه
وبدلا من المطالبة بحرية الرأي أخذ يطالب الجمعيات الخيرية بتوفير كسرة الخبز لتسد جوعه .. وفعلا تحقق كلام الشيخ من فقد بعض حقه في حال وجود الأمن سيفقد كل حقه حال إنعدام الامن لذا وجب علينا ان لا نلتفت الى العناوين والشعارأت البراقة كالحريات التي ينادي بها البعض وان ندرك تماما هذه القاعدة الهامة ان الامن والامان نعمة لايدركها الا من فقدها.
وبمقالي هذا لا أعني الصمت وعدم المطالبات وانما الاعتدال وتحكيم العقل في تلك المطالب.
فالجميع يعلم أن اي دولة من واجبها توفير الخدمات الاساسية لشعبها وفي الجانب الاخر على الشعب أن يعي ان الدولة ستقدم الاحتياجات والمطالبات وفقا لمقدراتها وإمكانياتها .
وها نحن رغم العمر الزمني القصير 44 عاما من عمر النهضة المباركة الا أننا نسير بخطى معتدلة واثقة وفق منظومة محددة يحيط بها الأمن والأمان والراحة والاطمئنان
والدولة تسعى جاهدة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة توفير كافة المطالبات والاستماع لصوت الشعب .. فربما يشعر البعض أن هناك بطىء في هذا الجانب وهذا حقه.
لكن لنفكر بطريقة أخرى انت الآن أيها القارىء
كم عمرك ؟
ماهي مطالبك الشخصية؟
هل أستطعت ان تحققها جميعها؟
بالطبع لا فالكثير منها تحقق . وبعضها في قائمة الانتظار .وقليل منها قد تلاشى
لذا نعم للمطالبات ولكن بالاعتدال، نعم للمطالبات دون دس الفتن واشعال فتيلها ، نعم للمطالبات وتحقيق الاولويات لنسعد جميعا، وننعم بالامن والامان
ولنتذكر جميعا اذا فقدنا الامن فقدنا جميع مطالبنا وأولها كسرة الخبز .
دام وطننا في امن وأمان.
منقول