تساءل عربي وهندي وآخر من قبائل بدائية افريقية .تساءلوا .كيف يتعامل شعب كل منهم مع موتاه .

أجاب الهندي نحرقهم فيتحولون إلى رماد .فنظر إليه العربي واﻹ‌فريقي نظرة استغراب واتهام وسأﻻ‌ه .لماذا تحرقون موتاكم.أليس في قلوبكم بقية من رحمة أو رأفة .

وقال العربي نحن ندفنهم وتقديرا للنفس البشرية نعجل في دفنهم وهذه كرامة لهم .فقد خلقوا من التراب ويعودون إليه .فنظر إليه الهندي واﻹ‌فريقي باشمئزاز وعجب ...وتساءﻻ‌ .أﻻ‌ توجد طريقة أكرم من وضع اﻹ‌نسان تحت التراب .

وقال اﻹ‌فريقي .نحن حقا من يكرم موتاه بأفضل طريقة إننا نأكلهم .


هذه القصة تعبر عن واقع حقيقي من اﻻ‌ختﻼ‌ف الشديد بين الثقافات حيث يصعب على كل طرف أن يتقبل طريقة اﻵ‌خر أو يستسيغها ويعتبرها شاذة وعجيبة .فالتعاليم التي نشأ عليها والتربية المتأصلة فيه تجعله يرى نفسه اﻷ‌فضل واﻷ‌صلح واﻷ‌هدى وأن اﻵ‌خرين على خطأ وضﻼ‌ل مبين .

العبرة

تقبّل اﻵ‌خرين وإن اختلفت معهم
يقول رب العزة:

**"وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكرَمَكمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"(13)سورة الحجرات**