المفتاح الثاني : " على عرش المحبة ... سنكون "
اليوم : الخميس.
الزمن: الساعة 8 صباحًا
المكان: بيت السياحة المطل على البحر لِ السيد خالد المرجاني .
كنا على شاطئ البحر الغامض اللون ، أنا واخوتي في ناحية ووالدايّ على ناحية أخرى ... رأيتهم يتسامرون و يتضاحكون فيما بينهم ، أكملت الحديث مع أخوتي ... نرجس ، فارس ، ركان.. وكأن أمواج البحر المتجددة بين الحين والأخر.. والسحب الغائمة في بساط السماء أعطت جمالية على جو هذا الصباح.. إضافة إلى رمل الشاطئ الساحر الذي البعض منه متلون مع البحر والاخر لم يلحقه ماء وظل جافًا ... كل هذا كان كافيًا ...ليجدد انتعاشنا للحياة
أنا : كيف هي أخر أخباركم ؟
نرجس بوجه مشرق وبابتسامة ملائكية: أحوالي جيدة بوجود من أحبهم في محور حياتي .
فارس بانتعاش: ممتاز .. وتنتابني رغبة في لعب كرة القدم مرة أخرى معك .
أنا بضحكة شيطانية : وهل تقوى على اللعب معي ؟
جال بعينيه لي بتعالي وغرور " فارس "
قاطعنا صوت أختي نرجس قائلة لأخي " فارس " : ماذا عن فخر العائلة "ركان"؟
ركان بحديث طفولي: حصلت على المركز الأول في حل إجابة سؤال حصة الرياضيات وحياني الجميع على ذلك .
نظرتُ إلى أخوتي .. ففهموا قصدي ،، ففاجأنا ركان بأن حملناه فوق رؤوسنا معبرين عن سعادتنا اتجاهه .
بعدها بحين ... جالت عيوننا إلى والديّنا فرأينا فيهم نظرات الحب لنا ... فحمدنا الله على هذا اليوم .
:::::::
في الثالثة مساءًا من نفس هذا اليوم .
صحيت من قيلولتي في الظهيرة فتوجهت إلى شرفتي المطلة على البحر لأرى أهل الخارج .. خالي من البشرية ... لربما ذهبوا من أجل وجبة الغداء .. إلا .. أنني لمحت طيف أختي نرجس برفقة مرافقتها الخاصة ... تأملت وجهها وهي واقفة تناظر البحر ... تبدو عليها ملامح الحزن ... تفكر بعمق ... أختي جوهرة عائلتنا ... ما بها ؟... قبل قليل كنا في أسعد ما يكون ... طلبت منهم أن يحظَروا هندامي من أجل الخروج وتوجهت انا .. إلى دورة المياه " أكرمكم الله " .. من أجل أن أستحم ... أنهيتُ استحمامي وأقبلت بالخروج من جناحي .. قابلت في طريقي " سامي" ألقيت عليه التحية على عجل ... ذهبت حيث كانت واقفة أختي ورأيتها جالسة على كرسي ما ... اقتربت منها وقطعت عليها حبل أفكارها ... قائلاً : الشي المكتوم بداخلنا ...سيؤلمنا مع مرور الوقت .. أما إذا بحنا به إلى من نحب ونثق .. فسوف يخفف العبء الذي بداخلنا ...
التفتت إليّ سريعًا وقد مسحت هي طيف دمعة نزلت من عيونها الناعسة : أخي ...؟
قاطعتها : ما بال الجميلة تقف على انفراد لوحدها في عز الظهيرة هكذا ؟
صمتت لبرهة ثم تحدثت : لا أريد أن أزعجك يا أخي .
نظرت إليها بعتب : لن أنزعج ... سامحكِ الله .
نرجس : أنه امر لا يستحق البوح به ... فزميلتي في المدرسة .. تعيش بعبس وهموم الدنيا تكالبت عليها .. فأبوها مقعد عن العمل بسبب مرضه ... وليس لها أخ يهتم بها ... وأمها لا تمتلك المال الكافي لسد حاجات أخوتها الصغار .. إلا أجر الدولة القليل .
أنا : أهذا ما أزعجك؟
نرجس :أجل ... فالجميع يجب أن يعيشوا بسعادة فيصل.
أنا بابتسامة : لا تقلقي ... سوف نخصص مبلغ لعائلتها شهريًا من مصروفي الخاص .
نرجس بأمل : وأنا فكرت كذلك بان أخصص لهم مبلغ من مصروفي ... شكرا لك فيصل ، حتى أنني كنت اريد التحدث مع أبي عن هذا الموضوع ... لكن أبي هذه الفترة حالته النفسية مترددة وغير منتظمة ولا أريد أن أزعجه.
أنا : حبا وكرامة ... نعم معكِ حق.
رنَّ هاتف أختي وذهبت بعيدا عني .
بعدها ... عدت إلى المنزل ... دخلت إلى الصالة الرئيسية ولم أجد أحد ... ذهبت إلى جناح أخي ركان .... قلقت عليه ولابد أن أذهب لرؤيته ... مررت بمكتب أبي خالد ... وإذا بي أسمع صوت أبي يرتفع وهو يتحدث في الهاتف: لا شان لك ... وسوف أنهيك في أقرب فرصة ممكنة .
رفعت يدي إلى وجهي مفكرًا ... لماذا أبي يتحدث بهذه الطريقة مع هذا الرجل .. ومن هذا الرجل ؟
فبينما أنا غارق في التفكير فإذا بأبي يفتح باب مكتبه ورآني واقف قبالته مباشرة
ابي بغضب وبانزعاج وبدهشة : هل كنت تتنصت عليّ ؟
أنا وقد انشل لساني : .... أأ
ابي بغضب : أهكذا انا ربيتك طوال هذه السنين ؟؟ .. اذهب إلى غرفتك ولي نقاش معك وقت فراغي.
لحــظة ...هل هذا أبي الذي تحدثت معه قبل قليل ؟؟
شعرت حينها أنني وحيد في هذا العالم ... نعم ... ربما أخطئت ولكن .. ذلك العتب كثيرا .. وخاصة كان صدفة لم أقصد التنصت أبدًا ..
تلفت حولي باحثًا عن سامي ... أريده الآن .. كي يجد لي حلًا لهذا ... لم أجده !!
واصلتُ السير على جناح اخي ركان ... وصلت وطرقت الباب وأنا أتنفس الصعداء.
ركان: اقترب أخي .
انا بابتسامة باهتة : ركان؟ كنت أبحث عنك ... كيف أمسيت ؟
ركان بمرح طفولي : كنت نائما وقبل قليل صحيت فقط ... وطلبت الحليب...هل تريد كأسًا ؟
أنا بغرور مصطنع: الأطفال أمثالك من يشربوا الحليب .. أما انا يحق لي شرب كل نوع من المشروبات عدا ما حرم الله .
ركان ضاربًا معصمي: اصمت
ضحكت على تصرفه السريع رغم انني غير مرتاح في داخلي ... لكن ... الأطفال دائما هم ابتسامة الحياة .. أمل الحياة و بلسمها ، قطع علينا قرع الباب وكان فارس ... رحب بالجميع وبعدها سأل عن أبي .
نظرتُ إلى الفراغ بحزن ... ثم دخلت علينا والدتنا وقالت : والدكم قد سافر لمدة من الزمن ويبلغ تحيته للجميع .
ركان وفارس شعرا باليأس .. لأن ركان متعلقا بأبي كثيرًا .. وفارس كان يريد شيء من أبي لم أدري ما هو .
:::::::::::::


أرآئكم ؟ مقترحاتكم ؟ توقعاتكم ؟

تـــهمني !