أيّهذا الشّاكي وما بك داء * * * كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟

إن شرّ الجناة في الأرض نفس * * * تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا

وترى الشّوك في الورود، وتعمى * * * أن ترى فوقها النّدى إكليلا

هو عبء على الحياة ثقيل * * * من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا

والذي نفسه بغير جمال * * * لا يرى في الوجود شيئا جميلا

أيّهذا الشّاكي وما بك داء * * * كن جميلا تر الوجود جميلا

كم تشتكي و تقول إنّك معدم * * * والأرض ملكك والسما والأنجم ؟

ولك الحقول وزهرها وأريجها * * * ونسيمها والبلبل المترنّم

هشّت لك الدّنيا فما لك واجما؟ * * * وتبسّمت فعلام لا تتبسّم

إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى * * * هيهات يرجعه إليك تندّم

أو كنت تشفق من حلول مصيبة * * * هيهات يمنع أن تحلّ تجهّم

أو كنت جاوزت الشّباب فلا تقل * * * شاخ الزّمان فإنّه لا يهرم

يا من يحنّ إلى غد في يومه * * * قد بعت ما تدري بما لا تعلم