تحية عطرة

من مظاهر تميُّز وتفرُّد اللغة العربية العظيمة ؛ الدقَّةُ المتناهية في استخدام كلماتٍ مخصوصةٍ بدلاً عن أخرى ، وبمنطقيّة تبعث على أعلى درجات الإعجاب والاندهاش .

ومن الأمثلة على ذلك أنّ العربيَّ يَصِفُ أَحَدَ الأُمور بأنه أول ، ومؤنثه أُوْلَى . كما يصف الأمر الثانيَ – أحياناً – بأنه الآخِر ، ومؤنثه الآخِرَة . فما العلّة في ذلك
؟!

العلّة تكمن وراء العدد الذي يتضمنه الأمر الموصوف ؛ فإذا كان هناك أمران لا ثالث لهما فإن العربيَّ لا يقول : الأول والثاني ؛ بل الأول والآخِر. أما إذا كان

هناك أكثر من اثنين (ثلاثة فما فوقها) ؛ فعندئذٍ لا يُقال الأول والآخِر بل يقال الأول والثاني والثالث .. وهكذا .


أمثلة :

الحياتان الأولى والآخِرة ؛ إذ لا ثالث لهما .

شَهْرَا ربيع الأول والآخِر ؛ إذ لا ثالث لهما .

شَهْرَا جُمَادَى (وليس جماد) الأولى والآخرة ؛ إذ لا ثالث لهما ...!!

منقول