وحيد والملك

**حنااايا..الروح** · 25-08-2015, 09:37 AM

دخل وحيد على ملكه ودمعه على خديه فابتدره الملك ماذا تريد ومن انت
فرد وحيد بصوت مبحوح انا مظلوم وانا من شعبك يا سيدي ويا فخري ويا من لا يظلم عنده احد

فقال الملك صحيح وكيف عرفت ذلك

-الاعلام يا سيدي يردد كل يوم بانك الملك العادل الوحيد في هذه الدنيا وكل
الملوك غيرك ظلماء حتى صلاح الدين كان يظلم الناس في عصره الا انت ايها الملك
فانك الملك العادل الوحيد في عصرنا وفي العصور البائده وحتى مستقبلا .

اذن قلي ما عندك وماذا ومن هو الذي ظلمك فلسوف اجعله يدفع الثمن غاليا ..
-لقد سلب وزيرك ارضي واخذ مالي ولم يبقي لي شيئا
-لم يبقى لك شيء واين تسكن
-في بيتي
-الم ياخذه الوزير منك
-لا ابقاه بعد ان استعطفته وقال بانه عاجلا او اجلا سيؤخذ البيت مني
ضحك الملك وقال ارايت كيف هو العدل في بلدي لقد ابقى لك الوزير بيتك
اما لو كنت في بلد غير بلدي فانه ستؤخذ منك المزرعه والمال والبيت وياخذون الابناء
ان كان عندك ابناء فيجعلونهم عبيدا وجواري ولكن وزيري ابقى لك بيتك وهذا من تعاليمي العادله التي لقنتها الوزير
-ولكن يا سيدي وتاج راسي المزرعه والمال
-قلي هل عندك ابناء
-نعم اربعه
-وهذه نعمة اخرى عندك ولسوف اكافئك على هذه المعلومه التي اخبرتني بها
وبطبيعتي
احب ان اسمع من شعبي واكافئهم واجزل عليهم خيراتي لهذا قرر ملكك العادل
ان ياخذ ابناءك ويجعلهم عبيدا في القصر
ولكن ابنائي ياسيدي كيف تستعبدهم وانت.....
عبيد في قصر الملك خير من ان يموتوا جوعا عند ابيهم ولا تنسى ان الوزير
اخذ منك المال والمزرعه فكيف ستربيهم وان من عدلي ان اخذ ابناءك عندي فاكسوهم واربيهم
عندها نسي وحيد المزرعه والمال وصار كل همه ان ينجوا بابناءه من بين انياب
هذا الظالم الذي لم يشك ابدا في عدله والان صار يرى كل شيء امامه مختلف
عن الصوره التي رسمها في ذهنه الاعلام الذي كل يوم يردد ويهتف للملك بانه
العادل وووو. بدا يرى الان الصوره امامه على حقيقتها لا يشوبها شيء
وبعد ان سقطت دمعه من عينه لتلامس بساط نسج من جلود الشعب وصبغ بدماء
الابرياء ولكن ياسيدي الله قدر رزق كل حي
-وهذا هو رزق ابناءك وقدرهم بان يعيشوا تحت ظل الملك في القصر ولن تستطيع
ان ترد رزق او قدر احد لان الله قدر كل شيء وما عليك الان الا الرضا بقدر الله
-ولكن ..
-هيا انصرف فعندي من الامور ماهو اهم منك
وفي اليوم التالي خرج المطبلون ومع كل واحد منادي ليعلنو في كل ارجاء
المملكه الخبر التالي:
لقد قرر الملك المبجل المعظم المقدس من فوق سبع سماوات ان ياخذ ابناء
المواطن وحيد احد ابناء الشعب الفقراء الذي جار عليه الزمان ليربيهم
في قصره وعلى نفقته الخاصه وهذا من عدله وحرصه واهتمامه بامور شعبه .
عندها ارتفعت الايدي الى السماء تدعوا الله ان يحفظ الملك ويطول في عمره
وهم لا يعلمون ان وحيد الذي لم يبقى له شيء ذهب ليطلب العدل فخسر ابناءه

ورجع وحيد الى بيته ونام ليرى ابناءه في احلامه لانها الطريقه الوحيده التي سيراهم بها