ثقافة الصمت
الصمت كما يقول كثير من الفلاسفة الاجتماعيين، نوع من أنواع الحوار المثمر والحضاري، لقد مدحه الإمام الشافعي -رحمه الله- واستعمله أو نصح باستعماله سوطا تجلد به من أساء إليك في القول:
إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من إجابته السكوت
فإن كَلَّمْتَهُ فرَّجْتَ عَنهُ
وإنُ خَلّيْتَهُ كَمَداً يّمُوتُ
وإذا كنا نخلط بين الصمت والسكوت، فلا بأس بذلك لقربهما في المعنى من بعضهما، غير أن الصمت حسب كثير من معاجم اللغة، هو ما لا يكون قبله كلام. فالعرب تقول عن اللبن الخاثر: الصامت لأنه هو الذي إذا أُفرغ في إناء لم يسمع له صوت، أما السكوت فإني أرى أنه صمت بعد صوت وهذا ما يقوله ابن الفارس: السكوت صمت بعد كلام. أو هو خلاف الكلام.
مبارك بوبشيت




رد مع اقتباس