* د.ريا بنت سالم المنذرية – أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس –
--------------------------
لا أحد يستطيع أن ينكر دور المرأة في أي مجتمع على اختلاف الأزمنة والأمكنة؛ فهي ليست مجرد فرد عادي مسؤوليته نسبيّة يمكن أن تتغير أهميتها بمرور الوقت، بل يقع على عاتقها أدوار أساسية تعتبر من الثوابت التي تجعلها رافدا حيويا من روافد التنمية الوطنية، ومنطلقا قويا لبناء أي مجتمع، على اعتبار أن الدور التربوي الذي يرتبط بها يُعَدّ المغذّي الحقيقي لصناعة أجيال قادرة على الارتقاء بوطنها، والسير به قُدما إلى الأمام.
ولقد أثبتت المرأة أنها الساعد الرئيس للرجل؛ فهي الشريكة الأساسية له، ليس في التربية الأسرية فقط، بل في مجالات الحياة المختلفة، ولا يمكن أن يُبنى مجتمع بناء سليما دون تدخّل المرأة أو الاعتماد عليها في تأسيس لبِناته. ولا شك أن المرأة العمانية لا تقل شأنا عن غيرها، بل مضت تخطو خطوات واسعة نحو تحقيق المستقبل الأفضل لها ولأبناء عُمان، خاصة في ظل ما وجدته وتجده من دعم حقيقي من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم (حفظه الله ورعاه) الذي استمدت المرأة من رؤاه الحكيمة واهتمامه الكبير ما يُلهب همّتها ويعزّز مكانتها في مختلف مجالات الحياة والمسؤولية المجتمعية؛ حيث حرص جلالته على منحها الفرص المناسبة التي تمكّنها وتسهّل عليها مهمة توسعة أدوارها المختلفة التي كان لها الدافع الأبرز في دفع عجلة التنمية في البلاد بما يوائم طموحاتها وطموحات هذا الوطن فيها. كما أصبح للمرأة العمانية شأن كبير حتى في المشاركات السياسية والبرلمانية؛ حيث تمثل المرأة ــ على سبيل المثال- ما لا يقل عن 18% من نسبة أعضاء مجلس الدولة، والمرأة العمانية سفيرة ووزيرة وممثلة للسلطنة في المنظمات العربية والدولية والمحافل المختلفة، كما أنها وجدت فرصتها في تمثيل صوت المواطن في مجلس الشورى بما فتح لها آفاقا أرحب لخدمة وطنها من خلال المشاركة في العملية الشوروِيّة.
ويعد الاحتفال بيوم المرأة العمانية في السابع عشر من أكتوبر من كل عام مثالا آخر على تقدير مكانتها وحرصا صادقا على إبراز طاقاتها وإمكاناتها بما يجعلها قادرة على تطوير أدوارها وتوسعة مشاركاتها الوطنية، بما يؤكّد التقدير الكبير لما تؤديه من أدوار فاعلة في سبيل الارتقاء بوطنها، والمساهمة الإيجابية في تقدّمه.
وبات من الأهمية بمكان أن تستثمر المرأة العُمانية كل ما أتيح لها من فرص ومجالات في سبيل تطوير ذاتها الذي بدوره سيسهم مساهمة فاعلة في تطوير الأجيال، على اعتبار أنها الأساس الذي يُعتمد عليه في بناء شخصية الفرد وفق ما تتحمّله من مسؤوليات تربوية واسعة جدا. بالإضافة إلى ما تقوم به من أدوار حيوية في مختلف الصُعُد والمجالات.
وإذا كان من كلمة أخيرة في هذا المقام؛ فهي كلمة شكر وامتنان عميقة جدا للوالد القائد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم (حفظه الله ورعاه) على ما أولاه من عناية كريمة ورعاية فائقة للمرأة، من خلال التمكين الموائم لطاقاتها وقدراتها، ومنحها الفرص المتنوّعة لإثبات ذلك. وكلمة تقدير واحترام لكل امرأة متفانية في بناء مجتمعها سواء تلك التي تقوم بدورها الأسري أو المنطلقة في ميادين العمل الأخرى المختلفة، أو تلك التي توازن بين الاثنين؛ سعيا للإرتقاء بوطنها، والمساهمة في تحقيق الحاضر المشرق والمستقبل الأكثر إشراقا له، وكل عام والمرأة العمانية تُزهر عطاء وإخلاصا صادقا لعُمان الغالية…
( المقال نقل من جريدة عمان )