كانت الكهوف ولا تزال تراثا جيولوجيا طبيعيا يسرد قصة تطوّر ونشأة الكهوف في المقام الأول ويسطر تاريخا لحضارات استعمرت هذه الكهوف وخلفت وراءها كتابات ونقوشا جدارية لا تزال شاهدة على تاريخ حافل منذ الأزل.
إن المتأمل لطبيعة الكهف الداخلية ليقف مشدوها أمام منحوتات طبيعية بديعة تتباين بين البلورات والكريستالات الكربونية والجبسية إلى الهوابط التي تتدلى من سقف الكهف والصواعد التي تنشأ من أرضية الكهف. إنه تمازج فريد في إبداع الطبيعة النابضة بالحياة داخل الكهف.
وتكتسب الكهوف أهمية سياحية بالغة فيما تقدمه من مكنونات وتحف بديعة صاغتها أنامل الطبيعة، تتيح الفرصة للمهتمين بدخول قلب الجبال الجيرية لمشاهدة عالم نابض بالحياة في قلب جبل أصم، كما أنها موضوع خصب للأبحاث العلمية والجيولوجية التي تتناول نشأة وتطوّر الكهوف قبل آلاف السنين وطبيعة المناخ الرطب الذي أدى إلى تكوين هذه الكهوف انتهاء إلى دراسة البلورات الكلسية والجبسية وتقدير عمر الصخور عن طريق تحليل المحتوى الكربوني. إضافة إلى ما تقدم لا ننسى كذلك الأهمية الفطرية للكهوف وما تحتضنه من كائنات مختلفة محط أنظار الباحثين في المجال الحيوي والحياة الفطرية، وعموماً فإن الكهوف باجتماع العوامل آنفة الذكر تكتسب أهمية اقتصادية سواء تم تطويرها ام بقيت على حالها. وهذا ما يؤكده واقع الحال في السلطنة من استقطاب الكهوف للباحثين والسائحين المحترفين في هذا الشأن.
وقد حذت السلطنة حذو الدول المتقدمة والرائدة في مجال سياحة الكهوف، فاستفادت من خبرات تلكم الدول في تطوير الكهوف وعمل الدراسات المستفيضة لدراسة الجدوى الاقتصادية لتأهيل الكهوف، واستقطاب الخبراء من مختلف دول العالم للإدلاء بدلوهم في هذا القطاع السياحي الواعد.