+ كيف تقسم حصص ماء الفلح بين اصحاب المزارع :
-------------------------------------------------------
تم الاعتماد في تقسيم الماء من حيث التوقيت إلى ضابط ليلي وآخر نهاري ويمكن تلخصيهما كما يلي :-
1. الضابط الليلي :
يعتمد هذا النوع من التوقيت على النجوم أو الفلك ، والتي اتفقوا على تسميتها بـ (نجوم المحاضرة ) وأسماء هذه النجوم معروفة عند القليل من الناس ، وقد ركز خبراء قسمة مياه الأفلاج على هذه النجوم المعروفة ولكنهم أضافوا إليها نجوماً أخرى لتتم الفائدة بها ، وعلى هذا يحتاج إلى علم وخبرة ومهارة في علم النجوم والتي لا يتقنها إلا القليل من الناس .
ومن المعروف أن الوحدة المستخدمة في التقسيم هي الأثر ، والأثر يساوي نصف ساعة تقريباً حسب التقسيم الزمني .
وقد حصر مهندسو الأفلاج عدد النجوم المتعارف عليها ، وقدروا الوقت والمسافة بين كل نجمين لأن المسافة تتفاوت بين النجوم وتوصلوا إلى تقدير المسافة بتقدير الوقت من طلوع نجم إلى طلوع آخر وقدروا بعض المسافة نحو مدى الساعة من الزمن ، أي مقدار أثرين ، وقدروا بعضها بساعة ونصف ، أي مقدار ثلاثة آثار وقد تكون بعض المسافات قدر نصف ساعة أي مقدار أثر وهذه التقديرات هي في النجوم الرئيسية ، وهناك نجوم فرعية والتي بدورها تقوم بتصنيف أو تثليث أو تربيع مسافة الزمن بين نجمين .
2. الضابط النهاري :
ويتم الاعتماد فيه على ظل الشمس الذي يتكون عند سقوطه على جسم مرتفع عن سطح الأرض .
وتتم هذه العملية على مراحل وهي كالتالي :
(أ) اختيار قطعة منبسطة من الأرض :-
يتم اختيار قطعة منبسطة من الأرض ليس فيها ارتفاع أو انخفاض ، ولا يحجبها شيء عن أشعة الشمس منذ مطلع الشمس وحتى غروبها ، ثم بعد تنقيتها وتسويتها يقومون بتخطيط رقعة في وسطها مربعة الزوايا تقدر بثلاثين مترا لكل زاوية ، ثم يختارون نقطة الوسط من هذه الرقعة لتكون كمحور للدائرة التي تدور عليها المحاضرة ثم يتم إعداد عمود خشبي ليس فيه اعوجاج ولا تفاريق ويكون طوله حوالي ثلاثة أمتار فقط وسمكه (8) سنتمترات ويتم نصبه في وسط تلك النقطة التي أعدت له ويثبت بحجارة وصاروج بحيث لا يستطيع إنسان أو دابة التأثير فيه ولا تزعزعه عاصفة ، ويكون العمود من خشب الزيتون البري الذي يسميه العمانيون (عتم) وهو صلب جداً لا يتأثر بالعوامل الزمنية ولا بالنمل الأبيض ، وينصب هذا العمود مستقيماً غير منحن إلى زاوية ومن ثم تأتي مرحلة تقسيم أرضية تلك الرقعة تقسيماً هندسياً فيخط فيها ثلاثة خطوط ما بين زاويتي الشرق والغرب بحيث يكون الخط قد قسم الأرض قسمين متساويين لا زيادة ولا نقصان في أحد القسمين ، ثم يقسم كل قسم إلى نصفين أيضاً ويمد في وسطه خط لتصبح الرقعة الأرضية فيها ثلاث خطوط ممتدة ما بين الزاويتين الشرقية والغربية ، وهذه الخطوط تصبح مساراً لظل ذلك العمود فالخط الوسط يكون مساراً لظل العمود إذا كانت الشمس في فصلي الربيع والخريف وذلك ما بين فصلي الشتاء كما أن الخط الشمالي يكون مساراً لظل العمود إذا كانت الشمس في فصل الصيف .
(ب) تقسيم ساعات النهار :
وما أن يتم بناء الفلج يقوم المهندسون في هذه المرحلة بتقسيم مسافة الزاوية الغربية من تلك الرقعة ، أي من حد النقطة المنصوب فيها العمود إلى نهاية الزاوية غرباً إلى ستة أقسام ، بحيث يستوعب كل قسم جريان ظل العمود لمدة ساعة من الوقت أي مقدار أثرين ، وتتفاوت مسافة كل قسم عن مسافة القسم الآخر تماشياً مع مجرى الشمس ، فإن جريان الظل عند طلوع الشمس أو غروبها يكون أسرع بكثير عن جريانه عند استوائها ظهراً ، فمثلاً يكون الظل عند الاستواء مقدار ساعة من الزمن ، بينما يكون جريانه لمسافة مترين عندما يكون الزمن وقت طلوع الشمس أو غروبها وهو مقدار ساعة أيضاً ، لذلك تصبح المسافة ما بين الأقسام متدرجة في الزيادة .
ويوضع على كل قسم علامة هي عبارة عن حجر مستطيل يسمى (جامود) ويثبت بصاروج لكي لا يتحرك من مكانه ويكون فارقاً بين وقتين لكل يحددوا وقت ساعة بين العلامتين .
وبعد تخطيط وإنشاء وضبط توقيت الفلج تأتي عملية تقسيم المياه والتي يمكن وصفها كالتالي :-
أسس تقسيم المياه :
تعتبر أنظمة تقسيم مياه الأفلاج وطرق توزيعها معقدة للغاية حيث يوجد اختلاف في هذه الطرق من قرية لأخرى ، ولكن يجب أن يكون لكل فلج تنظيم معين للتأكد من المحافظة على نظام الري وفي الأفلاج الصغيرة حيث المالكون قليلون فيمكن ترتيب ذلك ، أما في مناطق الأفلاج الكبيرة ذات العدد الضخم من المساهمين فيجب أن ينشأ شكل من أشكال النظام ، إذ أن تنظيم هذه العملية يعتمد على مجتمع الأفلاج ككل ومن هنا نشأ ما يسمى بـ (القضا) وهو نصيب الدوران الذي يجمع لتنظيم الفلج ، وتتم إدارته بواسطة الوكيل وفي بعض الأفلاج التي تتوافر فيها المياه يتم تحديد هذا النصيب على الأرض ودخل بيع المنتجات ولكن في معظم الحالات يكون نصيب الفلج من الماء فقط .
وفي بعض الأفلاج يقوم الوكيل بتحديد أنصبة الفلج ولكن هذا القضا يتطلب اتفاقاً عاماً من المشتركين الأساسيين في اللفج وعندما يعترض البعض يحال الموضوع إلى القاضي الذي يبني حكمه واضعاً نصب عينه للمصلحة العامة ، وبمجرد أن يحكم القاضي صبح النصيب (القضا) وقفاً ويستخدم لما وضع من أجله والاستخدام الأول بالطبع وهو خدمات الفلج وفي بعض القرى يستخدم فائض المياه للضيوف والفقراء .
أما نصيب الفلج والذي لا يعامل كوقف فهو يسمى بالزائد ، والقضا والزائد يستخدمان للاحتياجات العادية للفلج وأيضاً للطوارئ فحينما ينقص تدفق الفلج ويحتاج إلى عمليات مكلفة لإعادته إلى مستواه فإن هذه التكاليف تدفع من القضا والزائد .