سلطنة عمان :
عمان تاريخ يتكلم، يتردد صداه العذب بين أروقة مئات من المعالم الأثرية، المتمثلة في القلاع والحصون والأبراج، والأسوار والبيوت، تاريخ منقوش في آجر الطين والنقوش الجصية، ولكل من هذه المعالم قصتها مع الزمن، وحكايتها مع الأيام، تؤكد على إبداع المعماري العماني في تصميم هذه المعالم، بما يوائم هندستها الأمنية، وتصاميمها التي وضعت لتحرس المدن والحواضر، إلى جانب تصاميمها الملائمة للسكن والمعيشة والإقامة.
وقد أدت القلاع والحصون والأبراج والأسوار والبيوت الأثرية دورا أساسيا في استقرار المجتمع، وتوفير الحماية الأمنية للوطن، خلال قرون التمزق والشتات الماضية، وكانت بمثابة نقاط التقاء للتفاعل السياسي والاجتماعي والديني، ومراكز للعلم والإدارة والأنشطة الاجتماعية، وبعضها كانت أشبه بالمدن الصغيرة، كوجود الأسواق التي تضج بالحركة والحيوية والنماء الاقتصادي، والمساجد التي أدت دورا دينيا وتعليميا من خلال حلقات العلم التي تقام فيها، وبعضها ضمت خانات لمزاولة الحرف اليدوية، وبيوت سكنية تتكامل فيها شروط الحياة الضرورية والآمنة.
ولقد أولت الحكومة اهتماما خاصا بهذه المعالم، تمثل في ترميمها وتأهيلها سياحيا بعد ذلك، من منطلق الحفاظ على تراث الأمة العمانية، والهوية التي تمنح السلطنة خصوصيتها وفرادتها في الجوانب التراثية، وإزاء تحقيق هذا المشروع الوطني فقد أدت وزارة التراث والثقافة دورا بارزا، تمثل في وضع خطط ترميم مئات القلاع والحصون والأبراج والأسوار، كانت البداية صعبة، والطريق طويل أمام وزارة واحدة، أوكل لها مهمة ترميم معالم وطن كبير، فسيح الأرجاء، ومع ذلك كان لابد لها أن تقطع خطوات وثابة في مشوار الترميم الطويل، وبعد أربعة عقود من العمل الدؤوب أصبحت معالمنا الأثرية تزهو اليوم في روابينا ومدننا، تبهر عيون الزوار، القادمين من أقاصي المعمورة، ويفخر بها الجيل العماني الحاضر والأجيال القادمة.
![]()