مع مرور السنوات نتقدم في العمر ،ويتقلص حجم الفرح في حياتنا حتى أصبح ضيفا ثقيلاً ينتفي معه الإحساس بلذة الأشياء والتمتع بجمالها ننشغل أكثر ونتوق إلى فرح يهديه لنا القدر يوماً ، لا أدري لماذا أصبحنا شغوفين بتقليب الذكريات وسكب الملح على الجراحات العميقة !
تلسعنا أشواك الضمير وتلفحنا حرارة الحنين لأشياء وأشخاص مضوا دون عودة ..
نصغي بحرارة لصوت الموت والدمار والخراب نؤثت جميع المشاهد بتراجيديا مبالغ بها !
نرثي أيامنا السعيدة في كل المحافل ونبكي لحظات الصفو التاريخية لا أدري ما الذي يدفعنا لتقليب كل هذه الصور مع ان علاقتنا مع الماضي غالبا ما طبعتها الخيبة،سواء كانت ملامحها أمل أو ألالام صارت بسماتنا رهينة مناسبات ووفق مزاج الغبطة المتقلب نوزع قهقهات تنتهي بتنهيدة لا يسمع صداها سوى نحن ..!!
نتباهى بالسعادة ونكسوها أجمل الحلي حتى لا تظهر إصطناعية ! أصبنا بالعمى والصمم فتبلدت أحاسيسنا عن مشاهد القتل والترهيب والتهجير ،،
،، صارت دون أثر ولا دموع لم نعد نفرق بينها وبين مشهد كوميدي يعاد لعشرات المرات قوارب الموت لم تعد تخيفنا ،
رصاصات الذل لم تعد تحرجنا صار عادياً جدا أن نهان ولا ننطق ! نداس ولا نغضب ، نتكلم ولا يسمع لنا صوت !
عادي جداً أن نرى الدماء و الجثث و لا نفزع ، حتى في لحظات البوح يتخلى القلم عن رقة بوحه ويصرخ ليجعل السماء تبرق وترعد دون مطر !
ورغم هذا لا نجد تلك المخدة التي نتسامر معها كل ليلة لتهدينا لحظة فرح مسروقة ، و رغم أننا من الشعوب التي تكثر احتفالاتها ،و تنساق جرياً وراء مناسباتها إلا أن الرؤية قاصرة عن اتضاح ملامح الصورة فتبقى مساحة مــدونة الألم ، أكبر من إتساع قلوبنا ،، فهل هل يا ترى الأحداث الحزينة والمآسي هي من أخرستنا، وأطفات حس البهجة بداخلنا ؟ ؟؟
أم أن الفـــــــــــــرح لا يليق بنا ؟؟؟؟؟